استقال عبد الحكيم بلحاج أحد أبرز الإسلاميين في ليبيا من منصبه كرئيس لجماعة مسلحة في طرابلس لتشكيل حزب سياسي في وقت يحضر فيه موالون سابقون للقذافي لاعلان حركة سياسية من أبرز رموزها موسى ابراهيم الناطق الرسمي باسم حكومة القذافي. وكان بلحاج قد سجن في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ثم ساعد في الإطاحة به في ثورة العام الماضي.. وتجري ليبيا أول انتخابات في 19 جوان القادم لانتخاب مؤتمر وطني عام (جمعية تأسيسية) يقوم بوضع دستور. ومن غير المرجح أن يتمكن حزبه من التسجيل في الوقت المناسب لانتخابات جوان لكن مع كسب الإسلاميين للنفوذ منذ الاطاحة بالقذافي سيكون في وضع جيد للمنافسة في انتخابات جديدة يحددها المؤتمر الوطني.وفق بعض المراقبين.
حزب جديد
وقال أنيس الشريف مدير مكتب بلحاج «سيعلن عن حزبه السياسي». وأضاف أن بلحاج بعث برسالة إلى المجلس الوطني الانتقالي الحاكم عن استقالته من منصب رئيس المجلس العسكري في طرابلس. وقال «يشعر أيضا أن الثوار أدوا واجبهم للاطاحة بنظام القذافي والآن حان الوقت لإعادة بناء ليبيا للانتقال إلى حالة سياسية».
وأُخلي سبيل بالحاج من السجن عام 2010 بموجب عفو بعد موافقته على المشاركة في برنامج اجتثاث التطرف والمصالحة الذي اطلقه نجل القذافي سيف الإسلام. وسبق وان أقر بلحاج انه حارب في صفوف الجهاديين في القاعدة في افغانستان لكنه قال ان مجموعته الليبية لم تعتنق أبدا نفس عقائد اسامة بن لادن زعيم القاعدة. وقال بلحاج في وقت سابق لصحيفة لوموند الفرنسية ان «الجماعة الاسلامية المقاتلة لم تكن ابدا جزءا من القاعدة لا من الناحية العقائدية ولا من ناحية العمليات». وقال «تصادف اننا كنا في نفس المكان وفي نفس الوقت مثل القاعدة: كان هذا في أفغانستان حيث حاربنا في بعض الاوقات جنبا الى جنب عندما كان الهدف هو تحرير البلاد. لكننا لم نكن ابدا تحت سلطتها».
حركة «القذافي»
من جهة اخرى ذكرت جريدة الشروق الجزائرية أن من وصفتهم ب«فلول القذافي» في مختلف الدول العربية قد توحدوا تحت راية حركة سياسية معارضة أطلقوا عليها اسم «الحركة الوطنية الشعبية الليبية» يترأس مكتبها السياسي خويلدي الحامدي مقرها بالقاهرة.
وتضم الحركة حسب ذات المصدر حوالي 75 سياسيًّا منهم موسى إبراهيم، ومصطفى الزايدي وغيرهما من الأسماء المعروفة في الساحة السياسية الليبية من المغضوب عليهم بسبب تورطهم مع القذافي أو بسبب معارضتهم لتشكيلة المجلس الوطني.
ويؤكد المصدر أن التشكيلة قوية جدًّا وأن قبائل بأكملها انضمت للتنظيم السياسي الجديد الذي اتخذ من القاهرة مقرًّا له والذي يكرس لحرية الشعب الليبي في اختيار العلم والنشيد والمسؤولين.
وكشف المصدر أيضا عن اتصالات للحركة الليبية الجديدة مع دول عربية وأوروبية في انتظار بناء علاقة قوية مع فرنسا بعد تنصيب الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند (الاشتراكي) في إطار حملة كسب رهان الدعم الدولي في محاولة لسحب البساط من مصطفى عبد الجليل ورفقائه، خاصة ببناء علاقات وطيدة مع الصين وروسيا. يشار إلى أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية قد أعلنت عن تمديد فترة تسجيل الناخبين سبعة أيام أخرى لتوسيع المشاركة في أول انتخابات عامة تجرى في البلاد منذ سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي.
وتعهد المجلس الوطني الانتقالي الحاكم بإجراء الانتخابات لاختيار نواب ل200 مقعد في البرلمان من بينها 120 مقعدا مخصصًا لمرشحين مستقلين، و80 مقعدا مفتوحا للأحزاب السياسية. وعند انتخابه سيعين البرلمان لجنة من الخبراء لكتابة الدستور الذي سيتم طرحه بعدها في استفتاء عام.