فاجأت القاصة سلوى الرّاشدي القرّاء بكتاب باللغة الفرنسية وهي التي عرفناها كاتبة قصّة وشعر بالعربية فقط، فقد صدر هذه الأيّام كتاب جديد لسلوى الرّاشدي باللغة الفرنسية عن دار أفاق للنشر ضمن سلسلة «وجوه وأعمال». على غير ما عرفناها به أصدرت الرّاشدي كتاب باللغة الفرنسية وهو كتاب نقدي من الحجم الصغير في 122 صفحة وقد تناولت من خلاله مجموعة من الأعمال التونسية القصصية والشعرية .
الكتاب يمثّل مساهمة مهمّة في متابعة ما صدر من أعمال، فالأعمال الأدبية التونسية تشكو الكثير من الإهمال وعدم المتابعة النقدية فخلافا للكتب التي تصدر بكثافة شعرا ورواية وقصة لا نجد إلا كتبا على عدد أصابع اليد في باب المتابعة النقدية وأغلب هذه الكتب ذات طابع أكاديمي .
في هذا الكتاب: «أقلام من بلادي Plumes de mon pays»
تتناول سلوى الرّاشدي دراسة رواية عبدالقادر بالحاج نصر «حي باب سويقة»في فصل بعنوان «الواقع أكثر إبهارا من الخيال»وفصل عن كتاب جلال المخ «الشاعر في صوت نبي» وأخر عن رواية صلاح الدين بوجاه «لون الروح» التي رأت فيها سلوى الرّاشدي «ألوانا جديدة من الرواية»و«وجع الروح»لوسيلة الزّارعي «الاخراج المسرحي والكتابة الشعرية» وكتبت عن رواية «رماد الحياة» لحسونة المصباحي «مسيرة منفي عائد»وعن رواية منيرة الرزقي «قليلا من الرغبة»التي رأت فيها شيئا من الخيال الذي يداعب الحقيقة ورأت في رواية «مريم تسقط من يد اللّه» لفتحية الهاشمي «البشاعة توّلد الجمال» ورواية نور الدين علوي «في بلاد الحد الأدنى» خصّصت لها فصلا بعنوان «صرخة الصّمت».
الكتاب أهتم أيضا برواية «الألف والنون» لمسعودة أبوبكر و«درويش السّاحة» للمرحوم رضوان الكوني و«كائنات مجنحة»لحسن نصرو «رواه العاشقان»لفاطمة بن فضيلة و«الخلخال»لحسنين بن عمّو و«الكرسي الهزّاز» لآمال مختار و«مملكة باردو» لعبد القادر بالحاج نصر و«حدائق الفجر» لعلي دب و«رجل العصر» للنّاصر التّومي و«خدعة العصر» لمنير الرقي و«جحيم في الجنّة» لعبّاس سليمان و»رجل العصر»للنّاصر التّومي .
هذه الأعمال السّردية تمثّل تجارب ورؤى وأجيال مختلفة فعبدالقادر بالحاج ينصر يمثّل الجيل الثاني في القصّة والرواية في تونس بعد جيل التأسيس الذي قاده البشير خريّف أما حسونة المصباحي فيمثّل الجيل الذي أصّل الكتابة السّردية في تونس في انفتاحها على التجارب العربية والعالمية وصولا الى الجيل الجديد الذي تمثّله منيرة الرزقي ونور الدين العلوي وفتحية الهاشمي وغيرهم . هذا الكتاب أهدته سلوى الرّاشدي الى تونس التي صنعت الربيع، كتاب يمثّل مساهمة في الحركة النقدية المتعثّرة .