احتل التقرير التلفزي الذي بثته القنوات الرسمية السورية الذين تم القبض عليهم وعرض رواياتهم حول كيفية وصولهم لسوريا حيزا كبيرا في الصفحات التونسية الفايسبوكية وقد خلقا كرا وفرا بين مؤيد لهؤلاء المقبوض عليهم وبينن رافض لوجودهم في الاراضي السورية. حيث اعتبر عدد من الصفحات التونسية على شبكة الفايس بوك أن المتطوعين العرب والتونسيين يضرون ما وصفوه بالثورة السورية أكثر مما ينفعونها لأن ذلك ما يبحث عنه الأسد لتجريم الثورة السورية على حد تعبيرهم والادعاء أنه يحارب الارهاب وتنظيم القاعدة وذهبت هاته الصفحات إلى اعتبار أن المخابرات السورية متمرسة ولها خبرة عالية في كشف ومعرفة المتطوعين العرب والتلاعب بهم وسيكون لقمة سائغة لهم وذلك من أيام حرب العراق حيث كانت تشرف على دخولهم وخروجهم من العراق. ودافعت صفحات أخرى عن هؤولاء الشباب مؤكدة أنهم «يتكلمون تحت التهديد» واعتبرت أن هذه الطرق معروفة ويستعملها دائما حزب البعث و النظام السوري الحقير, كما طالبت الحكومة التونسية بالمطالبة بالدلائل والبراهين وحماية الشبان التونسيين إن كانوا أبرياء.
وفي الصف الآخر تقف مجموعة أخرى من الصفحات متهمة شيوخ السلفية والوهابية كما تصفهم بالوقوف وراء ارسال هؤلاء الشبان للقتال في سوريا وتساءلت لماذا يتحول علماء الوهابية من التحريم القطعي للخروج على الحاكم مهما ظلم الى دعاة لمحاربة بشار والخروج عليه علما ان الجيوش التي تصفها هذه الصفحات بالصليبية التي تضرب افغانستان والعراق لا تخرج من سوريا ولا ايران ولا حتى اسرائيل!!
واستغربت صفحات أخرى تسرب الفكر الجهادي إلى عقول الشباب التونسي عبر ما اعتبرته قنوات سرية ليصطاد الشبان ذوي الهشاشة النفسية والمعرفية في المساجد حيث يسهل الايقاع بهم للسفر من اجل الدفاع عن قضية عادلة ويجد الشاب التونسي نفسه بعد ذلك في المأزق الكبير ولا يمكن له التراجع عندما يدرك بأنه سيواجه من يصفوه بكفار سوريا ولا دكتاتورها وكلمة الكفار تنسحب على كل من يعادي القاعدة وتتوجه بعض الصفحات إلى التونسيين بالقول «انتم ترسلون ابنائكم لقتل ابناء الشعب السوري حقيقة لا تريدون تصديقها لكن الوقائع سوف تثبت لكم حقيقة ما يحصل هناك». فيما تعتبر صفحات فايسبوكية أخرى أنها لا تدافع عن النظام البعثي في سوريا وانما تدافع عن سوريا كبلد يراد تدميره بقوة عربية ثم يتم تنصيب حكومة اكثر تصفها هذه الصفحات بالعمالة و تطبيعا مع الغرب وترى هذه الصفحات أن القومية اساسها الثورات الشعبية ضد الاستعمار بكل اشكاله و ضد ثورات ملونة يقودها المستعمر فيما تؤكد صفحات أخرى أن من تصفهم بالأنظمة الساقطة الخائنة العميلة في الوطن العربي هي التي تقف وراء محاولة زعزعة امن و استقرار سوريا.