أعلن كمال الجندوبي أمس في ندوة اختتام أشغال الهيئة ان التقرير المالي لن يصدر الا بعد مروره على الرقابة المالية للتثبت من سلامته فيما اعتبر ان الهيئة المقبلة لا يجب ان تكون مبنية على التوازنات في المجلس التأسيسي بل على الوفاق بين جبيع الاطراف. وبعيدا عن منطق المحاصصة الحزبية فيما اكد رئيس الجمهورية الدكتور منصف المرزوقي انه متمسك بتجربة الهيئة المستقلة لكن ليس بعيدا عن الشرعية الشعبية المتمثلة في المجلس التأسيسي.
وقال الجندوبي ان الهيئة تبقى قائمة الى حين صدور المرسوم المنظم للهيئة القادمة وانه لا بد من الانطلاق في أقرب وقت بالقيام بجملة من العمليات المتعلقة بالعملية الانتخابية القادمة ومنها الانتهاء من تسجيل المواطنين بالسجل الانتخابي ومواصلة عمليات تكوين الموظفين والعمل على تكوين النواة الأساسية للهيئة الانتخابية مشيرا الى ان نجاح الهيئة القادمة مرهون بخمسة عناصر وهي التوافق والاستمرارية والحياد واحترام المؤسسات والمهنية. واعتبر ان التوافق ضمانة للحفاظ على ثقة الناخب «خاصة في هذه الفترة الصعب التي تمر بها البلاد» مؤكدا ان نجاح المرحلة الانتقالية مسؤولية جماعية «وعلى الهيئة ان تضمن مبدأ التوافق ولابد من منطق جديد يغلب منطق التوافق».
وقال الجندوبي انه يمكن من الهيئة القادمة ان تستفيد من تجربة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ومن الكفاءات التي كونتها وان الحياد والمهنية الذين يعتبران من الأسس الضرورية لنجاح العملية الانتخابية يجنبان البلاد التجاذبات والمصالح المتضاربة.
ومن جانبه اعتبر رئيس الجمهورية ان المجهود الذي بذلته هيئة الجندوبي بين مدى أهمية ان تتواصل التجربة مشيرا الى ان الحكومة التي تسير البلاد الآن مقتنعة انه لا يمكن التراجع عن اشراف هيئة مستقلة على الانتخابات لكن «لا سيادة الا للسيادة التي تنبثق عن سيادة الشعب ولا توافق الا في كنف الشرعية وان أي مشروع سيكون نتاج النقاشات التي تحصل في المجلس الوطني التأسيسي ومن مبادئ الديمقراطية القبول بما تقرره الهيئات المنتخبة واعني المجلس التأسيسي».
وتابع «هذه الهيئة مكسب وطني تاتي بعد كل المكاسب التي اكتسبها الشعب مثل الاتحاد ورابطة حقوق الانسان ولابد من اعطائها كل وسائل البقاء والاستقلالية وسأدعم هذه الهيئة بكل قواي».
وفي الاتجاه ذاته اعتبر الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التاسيسي ان الاحتفال بانتهاء أعمال الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هو بمثابة طي للصفحة الاولى من كتاب الديمقراطية «الذي نكتب فصوله جميعا بتنوعنا واختلافنا وتوافقنا».
وأشار بن جعفر الى ان وجود مؤسسة مستقلة ومحايدة تنظم لعملية الانتخابية بمعزل عن الضغوطات وتحظى بالاستقلالية وبثقة كل المترشحين شرط هام للانتقال الديمقراطي «فالهيئة تمكنت في ظرف صعب من كسب الرهان الديمقراطي الأول» مضيفا ان المجلس التاسيسي يدرك الدور الموكول للهيئة التي ستشرف على الانتخابات المقبلة «وهي من ابرز الأشياء التي تحظى بالوفاق بيننا ونحرص على وضع قانون يجعل من الهيئة مستقلة ونزيهة بما في الكلمة من مضمون ويركز استقلاليتها على القانون وليس على المحاصصة الحزبية».
وقد سجلت الندوة حضور عدد هام من الشخصيات منهم أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وأعضاء هيئة الانتخابات ورئيس حركة النهضة وعبد الفتاح مورو والباجي قائد السبسي وعدد من الرابطيين، وقد التحق رئيس الحكومة في وقت متأخر بالندوة.