أعلن أمس كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن انتهاء أشغال الهيئة دون أن يعني ذلك انهاء مهامها على حد تعبيره لأن التنظيم المؤقت للسلط ينص على بقاء الهيئة الحالية إلى حين التوصل إلى إحداث هيئة دائمة للانتخابات. ووسط حضور مكثف لعديد الوجوه الوطنية والسياسية من ممثلي الحكومة السابقة والحكومة الحالية وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني وأعضاء المجلس التأسيسي وأمام رئيس الجمهورية المؤقت ورئيس المجلس التأسيسي، استعرض كمال الجندوبي في قصر المؤتمرات بالعاصمة جهود الهيئة في انتخابات 23 أكتوبر الماضية معتبرا أنها تمت في ظروف صعبة واستثنائية وبامكانيات محدودة ووسط ضغط الروزنامة الانتخابية لكنها توصلت في النهاية إلى إنجاز مسار انتخابي نزيه وشفاف وفقا للمعايير الدولية بشهادة وإجماع المراقبين الدوليين. جهود ومكاسب كما استعرض الجندوبي جميع مفاصل المسار الانتخابي لانتخابات 23 أكتوبر وما حشد لها من امكانيات شملت توفير 4 آلاف عون تسجيل والتعاطي مع 1600 قائمة مترشحة وتكوين 45 ألف عضو مكتب اقتراع و263 مكونا بالإضافة إلى توفير الإطار القانوني للعملية الانتخابية وإيجاد عديد القرارات ومدونات السلوك للصحافيين والمراقبين والناخبين.. في تأكيده على أهمية المجهود المبذول من الهيئة أشار إلى أنه من الضروري المحافظة على هذه المجهودات والتعاطي معها على أساس أنها مكتسبات يجب البناء عليها. حيث دعا صراحة إلى ضمان التواصل والاستمرارية المؤسساتية وتعزيز المكتسبات وتثمينها عند التفكير في إحداث الهيئة الدائمة للانتخابات. وتأتي إشارة الجندوبي في سياق التجاذبات الأخيرة والأخذ والرد بشأن مصير الهيئة الحالية وسط دعوات للحفاظ عليها عملا بمبدإ أنه لا يجب أبدا تغيير فريق رابح. الأمر الذي سعى المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت إلى تأكيده في كلمته التي ألقاها أمس خلال حضوره ملتقى الاعلان عن انتهاء أشغال الهيئة، عندما وصف المهمة التي اضطلعت بها بالعظمى قائلا أن الهيئة مكسب وطني لن يكون له ماض فقط بل ومستقبل أيضا «ويتعين إعطاؤها كل وسائل البقاء والاستقلالية وسأدعم هذا التوجه». خلاصات أو توصيات ودعا رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الحكومة والأحزاب والمجتمع المدني والناخبين لتأمين خارطة طريق يتم التعامل على أساسها مع الهيئة المستقلة للانتخابات الدائمة تضبط على أساس اعتماد شروط ومبادئ التوافق والاستمرارية والحيادية والشفافية والمهنية واحترام الاستقلالية. مشيرا إلى أن هذه المهمة هي مسؤولية الجميع ولا الحكومة بمفردها كما شدد على تغليب الوفاق على خيارات منطق الأغلبية والأقلية. فدون ذلك سيتم التشكيك في المسار الانتخابي ولن تقبل نتائج الانتخابات مما يطرح مخاطر جسيمة على استقرار البلاد. وبشأن مبدإ الاستقلالية أكد الجندوبي على ضرورة توفير ضمانات الاستقلالية المالية وعدم تدخل أي جهة في العملية الانتخابية هذا إلى جانب حيادية أعضاء الهيئة. وقال الجندوبي أنه من المتأكد الشروع في استكمال مكتسبات الهيئة من ذلك تسجيل بقية الناخبين وتحضير البنية التحتية وتركيز النواة الأساسية للإدارة الانتخابية مع مواصلة عملية التكوين وتعزيز كفاءات المشرفين على المسار الانتخابي. ومواصلة عملية التحسيس والتربية الانتخابية كآلية من آليات الانتقال الديمقراطي. المجلس التأسيسي وكان مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي قد أشار في كلمته إلى أن المجلس مدرك لأهمية التوصل في أقرب وقت لإيجاد هيئة مستقلة دائمة تشرف على استكمال المسار الانتخابي، ووضع قانون يجعلها هيئة عمومية مستقلة توضع على أساس النزاهة والحيادية بعيدا عن منطق المحاصصة السياسية. منى اليحياوي
بطاقة الصحفي المحترف في مأزق انعقدت الجلسة الأولى للهيئة المؤقتة لإسناد البطاقات للصحفيين المحترفين يوم أول أمس إلا أنها ما لبثت أن رفعت ليتم تأجيلها إلى موعد غير محدد وذلك إثر خلاف حصل في صلبها بين ممثلين اثنين عن نقابة الصحفيين وعضو ممثل عن الوزارة الأولى إذ أن ممثلي نقابة الصحفيين رأيا أن ممثل الوزارة الأولى ليست له الشرعية والأهلية للإمضاء على البطاقات وأن يذكر اسمه فيها إذ سبق أن انتمى إلى نفس الوزارة في العهد السابق وقد رد هذا الأخير مدافعا عن نفسه بأنه لم يعرف عنه أنه خضع في الماضي إلى مسؤولي النظام السابق ولم يكن من رموزه بل بالعكس كان معروفا بمواقفه المستقلة. وإزاء هذا المشاحنات تم الاتفاق على ألا يذكر اسم المسؤول في الوزارة الأولى في البطاقة الصحفية وأن يكتفي بتوقيعها وقد رضي عضوان من نقابة الصحفيين بهذا "الحل الوسط" إلا أن العضوين الآخرين تمسكا بموقفهما فتم آنذاك كذلك إلغاء الجلسة إلى أجل غير مسمى.