الظاهرة لا تعني معتمدية عقارب فقط، بل شملت العديد من المعتمديات والتجمعات السكنية، بعد أن تنامت ظاهرة مخفضات السرعة العشوائية... «الشروق» بحثت في الموضوع وحاولت نقل ماتمثله هذه الظاهرة من خطر على سلامة المواطنين.
على الطريق الوطنية 14 وخاصة في جزئها الرابط بين وسط مدينة صفاقس ومدينة عقارب والممتد على حوالي 20 كلم يشعر المسافر كما السائق بثقل الطريق رغم قصر المسافة، فمنذ الثورة انطلقت فوضى تركيز مخفضات السرعة بسبب أو بدون سبب , قرب مدرسة أو مقهى أو جزار أو بائعي دجاج... عدد المخفضات بلغ أكثر من 15 في مسافة لا تتجاوز 20 كلم أي بمعدل 1.3 مخفض كل كيلومتر ؟؟؟ وهذه المخفضات متنوعة منها المرتفع ومنها المنخفض ومنها الطويل والقصير... وربما نشهد في كل لحظة ولادة مخفض جديد علما أن اغلب هذه المخفضات لا تخضع للمقاييس المعمول بها بل لا نجد أحيانا حتى ما يدل على وجودها وهو ما كان سببا لعديد الحوادث .
الى هذه الفوضى تضاف حالة الطريق حيث تتنافس مخفضات السرعة مع الحفر المتناثرة في كل جزء من الطريق، هذه الوضعية كانت وراء تذمر أصحاب السيارات وخاصة سيارات الأجرة « لواج « الذين يمرون عبر هذه الطريق بمعدل 5 مرات ذهابا وايابا بين صفاقسوعقارب. فقد أنهكت جيوبهم بين قطع الغيار والعجلات والاستهلاك المتزايد للوقود بسبب تخفيض السرعة في كل فترة وازدادت معها المتاعب الصحية بسبب آلام الظهر خاصة. المسافرون بدورهم سئموا التنقل عبر هذه الطريق وكان لا خيار أمامهم خاصة وأن العديد منهم يعملون في مدينة صفاقس والويل كل الويل لمن يجلس في احد المقاعد الخلفية للسيارة.
والحقيقة أن بعض مخفضات السرعة قد تجد لها مبررا مثل تلك التي توجد قرب المدارس مثل مدرسة عقاربالشرقية والصغار ... لكن هل يعقل آن يقع تركيز 4 مخفضات سرعة لا يفصل بين أولها وأخرها 150 مترا اضافة الى انه يتخللها اشارات ضوئية؟ وهل يعقل ان تتواصل حالة هذه الطريق الهامة التي تربط بين مدينة صفاقس واحد أهم المناطق الصناعية بمنطقة عقارب؟ اضافة الى كونه الطريق الذي يؤدي الى مطار صفاقسطينة .
لكن في المقابل فان عديد المواطنين يؤكدون على ان ما دفعهم الى انشاء مثل هذه المخفضات هو السرعة الكبيرة للسيارات التي لا يحترم أصحابها علامات تحديد السرعة وهو ما كان سببا في العديد من الحوادث القاتلة في كثير من الأحيان. الأكيد ان احترام تحديد السرعة وقوانين المرور امر ضروري لكن اثقال كاهل الطريق بوابل من مخفضات السرعة ليس هو الحل الأفضل.