يبدو أن الأمور ليست على أحسن ما يرام بين مدرب الترجي «دي كاستال» وأحباء الفريق، وذلك رغم تأهل زملاء بن شريفية للمجموعات في رابطة الأبطال وتصدرهم للبطولة المحلية بفارق 7 نقاط عن أقرب الملاحقين.
أحباء الترجي يرون أن الفريق، ورغم امتيازه حسابيا، إلا أنه بدون طعم ولا رائحة وأن الفريق فقد كل هوية كروية كان يمتلكها وظل رهينا لانجازات فردية من المساكني و«يانيك» لا أكثر ولا أقل، والدليل في الصعوبات التي وجدها الفريق كلما تغيب أحدهما.
حملة فايسبوكية
ذروة الحملة على المدرب دي كاستال سجلت ليلة الأحد وذلك بعد التعادل المخيب أمام النجم الخلادي، وهو التعادل الثالث على التوالي للفريق والذي كاد يتحول الى خسارة بعد أن أهدر المنافس كرة السبق وهو نفس سيناريو المبارتين الفارطتين، حيث أنه في كل مرة كان الترجي قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة.
مجموعات الأحباء في الشبكة الاجتماعية على غرار «مكشخ وأفتخر « Esperance champion Del mondo» و«الترجي التونسي» وغيرها صعدت الموقف وأصبحت تطالب برحيل السويسري حيث اعتبروا أن الفريق يسير معه في نفق مظلم، وأن الترجي من المستحيل أن يذهب بعيدا في رابطة الأبطال حتى لو فاز ببطولة تونس.
هذه الحملة ركزت على اختيارات دي كاستال العشوائية وعدم استقراره في التشكيلة واقصائه لخالد القربي بطريقة جماعية وغياب أي بصمة فنية على المجموعة.
تهكم وقصائد شعر
هذه الحملة سجلت عدّة مواقف طريفة وصلت الى حدّ صياغة قصائد الشعر موجهة لرئيس النادي فيها دعوة لانهاء مهام السويسري. كما أن النكتة كانت حاضرة، حيث تم اقتراح معز بن شريفية كقلب هجوم في اللقاء المقبل. كما تمّ تشبيه دي كاستال ببن علي ولقب ب«المخلوع».
هذه المجموعات التي تضم مئات الآلاف من الأحباء قرّرت اصدار بلاغ موحد فيه طلب صريح باعفاء «دي كاستال» وايجاد بديل يمكن الفريق من الاعداد لرابطة الأبطال.
لكن هل أخطأ دي كاستال؟
الثابت أن الترجي ظهر بوجه محتشم في عديد المباريات حتى التي انتصر فيها، وباستثناء 3 أو 4 مباريات انتصر وأقنع فيها، إلا أن الفريق لاح شبحا لدى الفريق الذي يأتي على الأخضر واليابس والذي لا يجد صعوبات في تجاوز مبارياته أمام أندية وسط وآخر الترتيب، وأصبح الخروج بنقطة أمام جرجيس والنجم الخلادي انجازا.
لكن في المقابل وبلغة الأرقام، يبقى دي كاستال دون هزيمة منذ توليه الأمور الفنية في الترجي، بل وتمكن من تحطيم الرقم القياسي في عدد الانتصارات، لكن تاريخ الترجي جعل عدّة أمثلة في هذا الاطار، وكلنا يتذكر تجربة البرتغالي «دي مواييسي» الذي أعفي من مهامه رغم نجاحه حسابيا.
«دي كاستال»، كان كذلك كل مرة يشتكي من ضيق الوقت وتواتر المباريات بطريقة لم تخول له فرض بصمته على المجموعة، لكن الفرصة توفرت وغاب أي تطور في أداء الفريق الذي ظل رهين الانجازات الفردية لبعض اللاعبين.
هل يواصل؟
الثابت أن الضغوطات أصبحت كبيرة على إدارة الترجي من طرف الأحباء والأكيد أن الترجي بعيد عن المستوى الذي يبحث عنه الجميع والذي يخول له الدخول بقوة للدفاع عن لقبه القاري. كل هذه المعطيات قد تجعل الفريق مقبل على عدّة تغييرات في الزاد البشري وفنية قريبا خاصة أمام النقص الواضح في الزاد البشري والذي قد يتظافر برحيل يوسف المساكني ويانيك في أواخر شهر جوان اضافة الى ضرورة تعديل الأوتار فنيا. وإذا كانت هيئة الترجي أكدت أنها لا تفكر في تغيير مدربها في الفترة الحالية باعتبار أن البديل غير جاهز.
ورقة معلول
الاسم الذي يردّده أحباء الترجي هو نبيل معلول وهناك من يتحدث عن محادثات سرية بين المدرب السابق للفريق ورئيس النادي السيد حمدي المدب، لكن المعلومة المؤكدة التي بحوزتنا هي أن تعاقد معلول مع الجزيرة الرياضية لا يمكنه من العودة للحديقة «ب» وكان لمعلول دردشة معه أكد فيها أنه لا نية له في العودة للتدريب لأنه اتخذ قراره في هذا الاطار.
الحلول العاجلة
من المؤكد أن الفريق بحاجة لقرارات عاجلة لتجاوز فترة الفراغ، وشخصيا أعتقد أن قرارا شجاعا باعادة المياه الى مجاريها بين القربي ودي كاستال، يمكن أن يهدأ الأمور مع الشق الغاضب من الأحباء، مع ضرورة وضع مدرب مساعد تونسي الى جانب السويسري على البنك، يمكن أن يوفر بعض التوازن على مستوى الاختيارات.