وائل جسار واحد من الفنانين الذين يُعتبرون أداة وصل لزمن الفن الجميل ، يحرص على قدر اختيار ألحانه اختيار الكلمة العميقة، كلما خاض توجها إلا ورسّخ به مكانته في قلوب محبيه. «الشروق» التقته مؤخرا بمدينة سوسة. وكعادته لم يحد عن لباقته واحترامه لوسائل الإعلام بعيدا عن غرور النجومية وهذه التفاصيل:
ما الذي تغير في وائل جسار بعد مرور سنتين على آخر زيارة إلى تونس؟
الفنان يجب أن يكون متجددا باستمرار وأنا منذ سنتين إلى الآن قدمت أكثر من ألبوم منهما الديني والعاطفي إضافة إلى أغان كالتي تعنى بالشهداء وغيرها، وتربطني علاقة جيدة جدا مع الشعب التونسي هذا الشعب الراقي وما لاحظته بعد الثورة هورجوع الأمن والطمأنينة والاستقرار لهذا البلد الجميل الذي يستحق الحياة والسلام .
بعد الثورات العربية على الأنظمة السياسية هل من الممكن أن نتفاءل بحدوث ثورات على الموجات الفنية الرديئة وإرجاع زمن الفن الراقي ؟
أتمنى أن تحدث ثورة على الفن الهابط ولابد أن يحدث ذلك فكفانا دخلاء على هذا الوسط فالفن رسالة سامية ونتمنى أن تتضح الصورة من خلال الفنانين الأصيلين بإيصاله إلى برّ الأمان .
أصبح الفن رهين شركات الإنتاج فإلى أي حد ساهمت هذه الشركات في تطوير الموسيقى بصفة عامة ؟
هناك شركات لا أريد ذكر أسمائها ساهمت سلبا سواء بقصد أم عن غير قصد في تدهور الفن ولابد أن تعي ذلك وتدرك مغبة تأثيرها هذا وفي النهاية هناك رأي عام وأناس تريد أن تشاهد الفنان المستحق أن يظهر ولا أشباه الفنانين.
من الأغاني العاطفية إلى الدينية وصولا إلى أغاني وطنية تتغنى بالثورة فهل يندرج ذلك ضمن مبدا مسايرة مختلف الأذواق أم تفكير منك في البحث عن توجه ثابت في مسيرتك الفنية ؟
الفنان كما سبق أن ذكرت لك ملتزم بأداء رسالة وليس حبيس توجه وحيد فله عدة جوانب يمكن أن يعبر عنها منها العاطفية والدينية والوطنية حتى يصل صوته بشكل أسرع من غيره، فألبومي الديني في«حضرة المحبوب» أحدث ضجة إيجابية ونجاحا كبيرا حيث حاز على إعجاب العديد من الجماهير العربية الذين كانوا متعطشين لأناشيد دينية بأصوات فنانين مما شجعني على إصدار ألبوم ديني آخر ولكن لا يعني ذلك أن أبقى رهين هذه النوعية فأنا حريص على التنويع ولم أقل يوما أنني سأعتزل وسألتزم إلا بالأغاني الدينية بالعكس سأبقى أغني العديد من الألوان .
كيف تقبلت قرار اعتزال الفنان فضل شاكر وكيف تفسره ؟ لا أدري إن كان قد قرر ذلك فعلا أم لا ،فتارة يعلن الإعتزال وطورا لا(يضحك) لكني في النهاية أحترم رأيه وهوقرار شخصي يبقى حرا في اختياره . أترك لك كلمة ختام هذا الحوار ؟ أريد أن أشكر جريدة «الشروق» التونسية على اهتمامها بالفن والفنانين وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح .