تعرف معتمدية الكريب من ولاية سليانة منذ قديم العصور بنشاطها الفلاحي و يتعاطى اهاليها هذا النشاط منذ امد بعيد اذ اختص جل فلاحي الجهة بزراعة الحبوب بأنواعها لكن هذا القطاع يواجه صعوبات كبيرة قد تحد من مردوديته. فثراء التربة التي تعتبر من اجود الانواع والطقس الممطر وعديد العوامل الاخرى جعلت المنطقة تتبوأ مكانة محترمة من حيث الانتاج جهويا ووطنيا. المساحات المزروعة الخاصة بالزراعات الكبرى خلال الموسم الفلاحي الحالي ناهزت حوالي 13500 هك أما بالنسبة لزراعة الحبوب فبلغت المساحة قرابة 9000 هك. أما مساحة الاراضي المخصصة لزراعة الشعير 4500 هك.
350 هك في مهب الريح
على اثر التسونامي المائي الذي شهدته منطقة الكريب خلال الاشهر الفارطة خلفت عديد الأضرار بعديد الحقول كانت متفاوتة من ارض فلاحية إلى أخرى نتج عنها تغدق عديد المساحات المزروعة ببرك الماء اذ بلغت جملة الأراضي التي لحقتها الأضرار قرابة 350هك ويقول البعض من الفلاحين ممن تضررت أراضيهم جراء هذه العوامل المناخية بأن انتاجها اصبح غير مؤمل لذلك أصبح محصول هذه الأراضي في مهب الريح.
مراكز تجميع الحبوب غير مهيئة
من الاشياء التي مازالت تؤرق فلاحي الجهة على حد السواء هي مراكز تجميع الحبوب والتي تعتبر السبيل الأوحد الذي يقصده الفلاح عند جمعه للصابة لإيداع محصوله بها لكن بالرغم من أهميتها والدور الذي تلعبه فإن هذه المراكز لتجميع صابة الحبوب والتي ناهزت الاربعة مازالت الى حد كتابة هذه الأسطر لم تتهيأ بعد لهذا الحدث مثل أكياس جمع المحصول الزراعي التي مازالت غير متوفرة بهذه المراكز رغم أن انطلاق موسم حصاد الشعير على الأبواب ومازالت تفصلنا عنه ايام معدودات ومن المنتظر ان تنطلق آلة الحصاد في الدوران خلال غرة جوان القادم وبالإضافة الى ذلك فإن الآلات المخصصة لوزن الحبوب حسب مصادرنا المطلعة مازالت هي الأخرى الى حد اليوم لم يتم اخضاعها للمراقبة الاقتصادية وبالتالي طبعها دون نسيان عملية دهن وتبييض هذه المراكز. هذا ويأمل فلاحو الجهة بأن تتحرك إدارة هذه المراكز لتلافي هذه النقائص من أجل تجميع المحاصيل الزراعية في أحسن الظروف.
آلة ماسحة واحدة
بدأ العد التنازلي لدوران الالة الحاصدة التي لم يعد يفصلها عن جني المحصول سوى بعض الايام المعدودات اذا اعتبرنا أن انطلاق موسم حصاد الشعير سيتزامن مع مطلع غرة جوان القادم لذلك انطلقت عملية صيانة الآلات الفلاحية منذ مدة وتفحصها جيدا من قبل الفلاحين حتى تؤدي دورها الوظيفي بالشكل المطلوب ولا تكون بالتالي سببا في اتلاف المحصول. وبالتوازي مع استعداد الفلاح لجمع صابته التي يأمل ان تكون محترمة مازال العديد منهم في حيرة من أمرهم من جراء المسالك الفلاحية غير المهيئة بالمرة بالرغم من مناشدتهم لمسحها بالآلة الماسحة لأن الحفر المستفحلة بجل المسالك ستكون عائقا امام الآلات الفلاحية للتنقل بأريحية سواء لجر المحصول او لحصاد المنتوج هذا ويضيف ممن تحدثوا الينا متسائلين في ذات الوقت كيف لآلة ماسحة وحيدة تستطيع تمشيط العشرات من الكيلوميترات في غضون هذه الايام؟.
استعدادا لموسم الحصاد تم توفير ما يناهز ال43 آلة حاصدة موزعة بين شركات إحياء ومقاسم الفنيين والخواص أما الجرارات تم توفير حوالي 175 جرارا و108 مجرورة و أكثر من 50 الة ربط الأعلاف. وبالرغم مما تم توفيره من آلات حاصدة حسب مصادرنا المطلعة فإن هذا العدد لا يفي بالغرض البتة وذلك بالتوازي مع ألاف الهكتارات التي سيتم حصدها.