الإيفاء بالوعود الانتخابية وتحقيق المطالب الشعبية كان محور لقاء نظمته جمعية «عتيد» مؤخرا بفضاء دار الثقافة بسليانةالمدينة جمع كل من اعضاء المجلس التأسيسي وممثلين عن جمعيات وبعض الناشطين في المجتمع المدني الممثلين لولاية سليانة. الملتقى الذي انتظم مؤخرا جاء تحت عنوان «الحوار بين الناخب والمنتخب» ويدخل ضمن خانة التثقيف السياسي لكنه حاد اكثر من مرة عن العنوان المرفوع فقد كثرت النقاشات بشيء من الحدة من قبل الحضور حيث لاموا ووجهوا العتاب الى اعضاء المجلس التأسيسي وهم عادل بن عطية الممثل عن حزب حركة النهضة ونور الدين المرابطي الممثل عن الاتحاد الوطني الحر والحطاب بركاتي الممثل عن حزب العمال الشيوعي واياد الدهماني وقد غاب شكري العرفاوي المستقيل عن العريضة الشعبية وشهدت الجلسات العديد من المشاحنات والتوترات في اكثر من مرة لولا تدخل اعضاء جمعية عتيد لاعادة الامور الى نصابها .
المتدخلون اثناء اللقاء ذكروا الاعضاء بانهم اعتمدوا مبدأ التسويف والمغالطات فالوعود التي قطعوها ابان الحملة الانتخابية ظلت مجرد وهم ولم تطبق على ارض الواقع والوضع لم يتغير وحال ولاية سليانة واهاليها ظل على ما هو بل ازداد سوءا .
الشاب الطيب السلامي قال في احدى مداخلاته ان أزلام النظام السابق يتصرفون بكل حرية تامة وكأن شيئا لم يتغير كما وجه نقده الشديد لدور البلدية وعدم تنفيذها لدورها الموكول اليها بجدية وتدخل السيد عبيد السلامي الممثل عن جمعية المعطلين عن العمل ليذكر ان جل الاعضاء لم يفعلوا اي شيء باستثناء التسويف ومغالطة الرأي العام وطالب بضرورة التدخل العاجل والاحاطة بالمعطلين عن العمل
اما السيد ماهر بن عمر الكاتب العام لجمعية المعطلين عن العمل فرع مكثر فقد ذكر الاعضاء بان «الثورة» قامت على مبادىء مشروعة «شغل حرية كرامة وطنية» وأوضح ان زيارة الرئيس المؤقت السيد المنصف المرزوقي لولاية سليانة كانت بمثابة المسرحية الوهمية والتي كانت كمخدر لان الوعود التي أطلقها حسب تعبيره كانت موجهة لامتصاص غضب اهالي مكثر وبورويس بعد الاضراب العام الذي حدث في تلك المعتمديتين ليبين ان الوعود التي ذكرها لم تتحقق على ارض الواقع كما اوضح ان جل الشعارات التي رفعها اعضاء المجلس التأسيسي كانت مجرد وهم .
ولعل أبرز المداخلات من احد المواطنين الذي طالب بالتدخل العاجل للشبان الذين تم ايقافهم في احتجاجات السنة الفارطة ولم يتم البت في مسألتهم الى حد هذا الوقت وهم رهن الايقاف حاليا.
ورغم الحجج المقدمة من طرف اعضاء المجلس التأسيسي إلا انها لم تقنع الحضور لتكون سنة الانتخابات القادمة التي ستكون الفصل بين الناخب والمنتخب وطالب البعض بايصال اصواتهم بضرورة تدخل الحكومة والايفاء بوعودها وان تم التواصل في التهميش فان الاحتجاجات والاضرابات سيتم تفعيلها.
وكانت ردود اعضاء المجلس التأسيسي لم تصب في خانة ما كان يصبو إليه اهالي ولاية سليانة بل كانت ضمن المجال الضيق لتمرير أجندات الاحزاب التي ينتمون اليها ولئن اكتفي نور الدين المرابطي صاحب المقعد الوحيد للاتحاد الوطني الحر بالصمت وعدم التدخل وربما كانت توصيات من القيادة العليا لحزبه فان تدخلات السيد عادل بن عطية الممثل عن حركة النهضة كانت تدخل ضمن ما يسمى بالتسويف فقد ذكر ان المشاريع موجودة وسيتم الافصاح عنها في القريب اما تدخل السيد حطاب بركاتي الممثل عن البديل الثوري فقد ذكر ان التنمية تكمن في الاخذ بيد التونسي ومساعدته ولا نستجدي احدا الذين سماهم بالقادمين من وراء البحار أما اياد الدهماني فقد شبه الوضع بالكارثي وذكر انه لا يزال يطالب الحكومة بالتفعيل .