مطالبة الحكومة المؤقتة بالاصلاحات.. وإغلاق المنافذ المؤدية لأغلب المعتمديات تواصلت احتجاجات متساكني معتمدية مكثر التابعة لولاية سليانة لليوم الخامس على التوالي حيث شهدت المعتمدية اضرابا عاما منذ الجمعة الفارط تم خلاله إغلاق جميع المنافذ الرئيسية والمؤدية للمدينة احتجاجا على تهميش جهتهم وعدم الاهتمام بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وعدم الاصغاء الى مشاغلهم من قبل السلط المعنية وطالب أهالي الجهة بتقسيم ولاية سليانة إلى ولايتين واعتبار مكثر ولاية اضافة الى المطالب الاجتماعية بخلق مواطن شغل لابناء المعتمدية وبعث مشاريع اقتصادية. تواصل اضراب "اولاد عيار"
وذكر ماهر بن عامر رئيس جمعية التنمية للمعطلين عن العمل ومنسق الإضراب بان الإضراب العام متواصل بطريقة سلمية وحضارية الى حين الاستجابة الى المطالب المشروعة مبينا ان "اولاد عيار" عانوا طيلة عقود من سياسة الاقصاء والتهميش وقد حان الوقت لأن تأخذ هذه المنطقة حظها في التنمية العادلة. وقال ان المطلب الرئيسي يتمثل في التقسيم الاداري لولاية سليانة الى ولايتين والمطالبة بمركز ولاية جديدة وذلك بالنظر الى دور معتمدية مكثر التاريخي والحضاري معتبرا ان برنامج التنمية الموجهة للجهة لا يرقى لطموحات الأهالي في حقهم في التشغيل والتنمية اضافة الى الإعلان رسميا عن متحف وطني بمكثر و تفعيل مشروع بناء مستشفى جهوي بالمنطقة كان مقررا منذ سنة 2002 وربط المدينة بشبكة الغاز الطبيعي و تدعيم وسائل التدفئة والتخفيض من سعر المحروقات و زيادة حصة المنطقة في الوظيفة العمومية والترفيع في أجور عملة الحضائر إلى الحد الأدنى للأجور وضمان التغطية الاجتماعية لهم.
الاصغاء الى مشاغل المواطن
وأضاف المنسق العام للإضراب ان أهالي الجهة رفضوا التفاوض مع السلط الجهوية بعد سياسة الاقصاء و التهميش التى عرفتها الجهة منذ سنوات الى اليوم حيث دخلوا في مفاوضات مع الحكومة الجديدة بعد تدخل ممثل عن وزارة الدفاع الوطني بتفويض من رئيس الدولة تم خلالها تسليم جملة المطالب التى ينادي بها المتساكنون. وفي ذات السياق طالب بن عامر مسؤولي الحكومة والوزارات بزيارة المنطقة والإصغاء مباشرة إلى مشاغل المواطنين وتباحث الحلول و التفات حكومة الجبالي إلى هذه الولاية واجراء تغييرات جذرية واصلاحات تعيد لمكثر دورها التاريخي و الحضاري في ظل صمت السلط الجهوية لمطالب الجهة . وحول مساندة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لهذا الاضراب العام اعتبر ماهر بن عامر ان الاضراب حظي بدعم من المكتب المحلي لاتحاد الشغل وبعض الجمعيات والأحزاب على غرار تنسيقية لاتحاد المعطلين من أصحاب الشهائد العليا و اتحاد المعطلين عن العمل والمكتب المحلي لحركة النهضة والمكتب المحلي لحزب التكتل من أجل العمل والحريات. وأضاف الى امكانية تصعيد الاحتجاجات في المعتمدية في ظل تجاهل وغياب موقف رسمي من قبل مسؤولي الحكومة للمطالب المشروعة لمنطقة "أولاد عيار". ومن جهة اخرى أكد مصدر مسؤول في ولاية سليانة ان المحتجين في معتمدية مكثر أكدوا ان مطالبهم موجهة الى الحكومة ورئاسة الجمهورية مشيرا الى ان أهالي الجهة يريدون ايصال مطالبهم المشروعة الى رئيس الحكومة ورئيس الدولة مباشرة دون وساطة من السلط الجهوية. وعلمت "الصباح" من مصادر رسمية ان معتمد مكثر يباشر مهامه منذ أول أمس في مركز ولاية سليانة بعد استحالة اداء مهامه في مقر معتمدية مكثر بعد الاحتجاجات التى شهدتها المعتمدية منذ يوم الجمعة الفارط،وذكر شهود عيان ان معتمد برقو غادر مقر المعتمدية مع بداية الاحتجاجات. وأكدت ذات المصادر ان المنصف الخميري والي سليانة عقد سلسلة من الاجتماعات والجلسات مع ممثلي الجهات لمعرفة اخر تطورات الاوضاع والاحتجاجات ودراسة مطالب المحتجين في مختلف المعتمديات.
وبالاضافة الى اضراب معتمدية مكثر اتسعت رقعة الاحتجاجات في ولاية سليانة بعد دخول معتمديات قعفور وسيدي بورويس وكسرى والروحية وبوعرادة و الكريب وبرقو في احتجاجات نتيجة غياب التنمية العادلة وحق المناطق الداخلية في التشغيل والتنمية الجهوية حيث تم اغلاق المنافذ المؤدية لهذه المعتمديات. وقد شهدت صباح أول أمس معتمدية قعفور وقفة احتجاجية أمام مقر المعتمدية تم خلالها إغلاق كل الطرق المؤدية إلى قعفور والدخول في اعتصام مفتوح إلى أن تلتفت الجهات المعنية إلى الوضع الاجتماعي المتدهور الذي تعيشه ولاية سليانة ومراجعة الاعتمادات التي خصصت للتشغيل والمشاريع التنموية. وفي نفس الوقت شهدت منطقة سيدي بورويس التابعة لولاية سليانة احتجاجات من متساكنى الجهة بعد تجاهل الحكومة لمطالب المنطقة اضافة الى الاحتجاج حول الاعتمادات المالية المخصصة لمعتمديتهم التي لا تتعدى 1% من ميزانية التنمية لسنة 2012 لولاية سليانة. وذكر شهود عيان ان معتمدية برقو شهدت كذلك سلسلة من الاحتجاجات على خلفية تهميش المنطقة من طرف السلط الجهوية حيث تم اغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين تونسوسليانة(الوطنية 4) اضافة الى تحول العديد من المحتجين الى مقر المعتمدية والمستشفى المحلي ببرقو للاحتجاج على الاوضاع المتدهورة وتجاهل الحكومة لمطالبهم بالتنمية العادلة. كما دخل أهالي معتمدية بوعرادة ومنطقة العروسة التابعتين لولاية سليانة في اضراب عام منذ يوم أمس احتجاجا على تواصل سياسة التهميش التي عرفتها المنطقة و للتعبير عن رفضهم للميزانية المخصصة لولاية سليانة لسنة2012 وطالب متساكنو العروسة بايجاد حلول جذرية لانتشالهم من الفقر والتهميش.