على خلفية الوقفة الاحتجاجية التي نظمها فلاحو الجهة مؤخرا للمطالبة بمراجعة سلم تعيير الحبوب تباينت الآراء بين الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري والنقابة التونسية للفلاحين. حول الانشقاق رصدت «الشروق» مواقف الطرفين حيث ذكر السيد شكري الرزقي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة أن الاتحاد يساند شواغل الفلاح وهدفه هو البناء والتنمية والتعامل الايجابي مع كل ما يخدم مصلحة الفلاح . غير ان شكل المطالبة وأسلوبها لا يفرض عليه لأن الاتحاد يحبذ التحرك المؤطر والمنظم خاصة في ظل هذا الحراك الموجود مخافة احتساب بعض السلوكات وردات الفعل على الفلاح وهو برئ منها مثل ما قيل مؤخرا عن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها بعض الفلاحين بقطع عدد منهم الطريق.
وعن عدم مشاركة الاتحاد في هذه الوقفة، ذكر محدثنا ان الاتحاد لم يكن طرفا في هذه الوقفة وهولا يستطيع المجازفة بالانضمام الى المحتجين لأنه لا يعرف طبيعة الأشخاص المنظمين لهذا الاحتجاج ولا يضمن ما يمكن حدوثه في مثل هذه التحركات غير المنظمة وغير القانونية التي يترفع الاتحاد عنها ويرفضها شكلا فقط لأن المضمون الذي يهدف الى مصلحة الفلاح والبحث عن حلول شواغله وازاحة الضبابية عنها هو من ضمن أهدافه كما أكد أن الاتحاد لا يرفض الشعارات والتحركات بقدر رفضه لشكل وكيفية هذه التحركات.
وقد ذكر محدثنا أن كثرة الضغط على الفلاح ولد انفجارا أفقده الصبر في انتظار الاستجابة الى الوعود التي سبق وأن قطعت لحل مشاكلها فاستغلت عدة اطراف غياب التفاوض لاثارة البلبلة لان التحركات غير مؤطرة مما فتح الباب لمن «يصطادون في الماء العكر» لاثارة الفوضى واستغلال هذا الظرف للتشويش لا غير.
وفيما يخص تعديل سلم تعيير الحبوب، ذكر السيد شكري الرياحي أن هناك مفاوضات مع وزارة الفلاحة والجهات المسؤولة عن القطاع لبلوغ اتفاق حول سعر مرجعي حسب التكلفة يقع تمريره على هياكل الدولة الى حين اخراجه الى الرأي العام وقد وقع اعلام الفلاحين بالاهتمام الذي خصت به الحكومة هذه المسالة في عدة اجتماعات بهم. استياء من غياب الاعلام المرئي...اما عن الاعلام المرئي، فقد عبر السيد شكري عن استيائه من غياب وسائل الاعلام المرئي التي لم تغط المسيرة التي أشرف عليها الاتحاد يوم 26 من الشهر الماضي والتي كانت مؤطرة ومنظمة ومدعمة من قبل الاطراف الجهوية ذات العلاقة بالقطاع الفلاحي باعتبارها وحسب رأيه أبلغ من الإعلام المكتوب وأكبر منه نسبة في الوصول الى الجمهور المتقبل وذلك عبر نشرات الاخبار خاصة نشرة الأنباء الرئيسية. وفي المقابل حضرت فضائيتان لتغطية الوقفة الاحتجاجية الأخيرة حتى قبل أن يتجمع الفلاحون على مستوى مدخل المدينة.دعوة الى عدم اثارة الفوضى...وأمام هذا الظرف، دعا السيد شكري الرياحي الفلاح الى الانتباه وعدم استغلال هذا الظرف لاثارة الفوضى وطرح مشاكله في الاطار الصحيح والرسمي للحصول على حقوقه دون المس بحقوق الآخرين كما دعا الى الالتفاف حول هذه المنظمة وتفادي كل الخلافات المشوشة على الاتحاد لأنه قادر على تلبية طموحات ومتطلبات الفلاح وهو«المكان الوحيد لبناء المستقبل « حسب قوله وايجاد القرارات التي تأتي بالإجماع وترضي جميع الاطراف.المسيرة حققت هدفها من جهته، وفي نفس الاطار، عبر السيد الليث بن بشر رئيس النقابة التونسية للفلاحين عن أهمية المنظمين لهذه الوقفة الاحتجاجية التي ساندتها النقابة واعتبرهم قواعد كما أنهم من المنخرطين في نقابة الفلاحين وهم من الفلاحين و من الذين لا يريدون الانضواء تحت الاتحاد الجهوي للفلاحة الذي أصبح مصدر قلق لهم وقد أكد أن هذا التحرك قد أثثته مجموعة من الفلاحين المتعاونين والذين تقدموا بمطالب حول تعديل سلم تعيير الحبوب والنظر في مسالة ارتفاع أسعار المواد الاولية وذلك بهيكلة الفضاء وتنظيم مسيرة لم تضر بالمصالح العامة ولا الخاصة.
وعن عدم مشاركة الاتحاد في هذه المسيرة، ذكر السيد ليث ان الاتحاد لم يرد المشاركة لاعتبار نفسه هيكلا مستقلا وهذا لا يقلق تحركاتهم التي لعبوا فيها دور المؤيد من حيث الهيكلة كما أن الفكرة قد تم عرضها على النقابة الحهوية بباجة للتحرك وابداء نفس المطالب التي تهم الفلاح وتأييدها والتي أهمها مراجعة سلم تعيير الحبوب وتقييم نسبة التفرقع ومراجعة مسألتي الوزن النوعي من 80 الى 72 ونوع آخر من الشوائب وسجلت بذلك مطالبهم الاساسية.
وعن وجود مندسين ممن يرغبون في نشر الفوضى والذين شاع أنهم من بقايا التجمع خلال الوقفة الاحتجاجية، ذكر السيد ليث انه لا وجود لمثل هذه الاشخاص في المسيرة كما أنه لا وجود لتجمعيين مندسين ولا لفوضى مثلما أشاع البعض بل ان المسيرة قد حققت هدفها الذي انتظمت لأجله.