صوت تونسي أصيل...نحت نجاحه بأظافره ليكسب رهان اللون البدوي في الأغنية التونسية... آمال علام أصيلة مدينة السباسب استطاعت أن تؤسس لقاعدة جماهيرية عريضة... جمهور أحب في أغانيها المضامين الانسانية وفي موسيقاها الوفاء للايقاعات التونسية الأصيلة. فنانة دائمة البحث عن الجديد... تعشق المغامرات الفنية وهو ما تكشف عنه في هذا الحوار:
أي جديد فني يمكن أن تكشف عنه آمال علام؟
ما يمكن التأكيد عليه أنه وفقا لما سطرته لمسيرتي الفنية. فسنويا أقدم الجديد الذي أعتبره هديتي لجمهوري العريض... ومن هذا المنطلق، فإلى جانب العرض الفني الفرجوي «لمّة وحكايات» الذي أعد للمهرجانات الصيفية هناك في الطريق شريط غنائي جديد.
كيف تقدمين عرض «لمّة وحكايات»؟
«لمّة وحكايات» عرض فني شعبي تونسي تركي.
هي المرة الأولى التي تقدمين فيها الموسيقى التركية في عرض فني لك؟
بالفعل، وهذا يدخل في اطار البحث والتجديد والتنويع في مصادري الفنية... آمال علام ترفض التقوقع في نمط موسيقي وحيد... وأعتقد أنها تجربة جديدة ستضمن حتما الاضافة وستسعد المتلقي.
هل من توضيح أكثر؟
سيصاحبني في «لمّة وحكايات» الفنان وسيم وهو صوت تونسي يتقن اللغة التركية وتكفي الاشارة الى أنه سجل بصوته «جينيريك» المسلسل التركي الشهير «سنوات الضياع». سيقدم في هذا العرض باللهجة التركية الأغنية التراثية الشهيرة «نار ونارين» من خلال أداء ثنائي مع آمال علام... حيث أقدم الأغنية باللهجة التونسية في حين يقدمها هو باللهجة التركية وبذلك تكون «نار ونارين» أول أغنية تونسية بايقاع وأنغام تركية حيث قام وسيم بالترجمة والتلحين بالتركية أما التوزيع فحمل امضاء سعيدان. العرض يشتمل أيضا على مجموعة من الأغاني التي سأقدمها لأول مرة (حماتك) التي تم تسجيلها في مصر الى جانب أغنية للشاعر الحبيب المحنوش ستكون حتما مفاجأة للجمهور وقد تولى توزيعها منير الغضاب. هذا غيض من فيض بالنسبة ل«لمّة وحكايات».
بعد هذه المسيرة... ماذا تغير في آمال علام؟
الكثير على مستوى الاختيارات والموسيقى وعلى متسوى المضمون... وبقطع النظر عن العراقيل التي كنت عرضة لها أرى أنني أسير بخطى ثابتة نحو الأفضل.
ماهي طبيعة هذه العراقيل؟
هي عديدة... وردّي عليها العمل ولا شيء غير العمل
لكن ما يلاحظ أن آمال علام لم تؤد الموسيقى الوترية اعتمادا على ما تتوفر عليه من امكانيات صوتية وأسوة بفنانين خاضوا مثل هذه التجربة؟
ما أؤكد عليه في هذا المجال أن الفنان الذي يقدم الموسيقي الوترية يمكن له أن يقدم اللون الشعبي وفي المقابل لست من أنصار الفنانين الشعبيين الذين يقدمون اللون التوتري.
كيف ذلك؟
التراث يمكن تهذيبه من حيث الكلمة ومن حيث اللحن وبالتالي يحق النجاح، إذا ما تم تقديمه بصياغة موسيقية وترية ومن هذا المنطلق، فإن الموسيقى الوترية ترتقي باللون الشعبي والعكس غير صحيح... أعطي مثلا أغاني الفنان الكبير فريد الأطرش وغيره من الفنانين الكبار لا يمكن أن يؤديها فنان شعبي على اعتبار أن لكل واحد خصوصياته.
... وأنت وفية للنمط الشعبي؟
هذا قدري.. وحتى وإن تعدّدت الأنماط الشعبية فآمال علام هي فنانة شعبية بالأساس ذات لون بدوي خاص بها على اعتبار أنه (أي اللون) عنوان الأصالة الفرنسية.
لمن تستمع آمال علام؟
الى كل الموسيقات
بما في ذلك موسيقى الراب؟
نعم... لكن ليس بصفة منتظمة
وهل تعتقدين أنها موسيقى المستقبل في تونس؟
آمال علام خلقت لتكون فنانة شعبية بالأساس وهذا يعني أنني لا أغني الراب رغم أن فرقتي تتوزع على عازف موسيقى الراب.
هناك من يقول إن الفنان الشعبي يفكر في الايقاع قبل المضمون، أين أنت من هذا الرأي؟
ما يمكن التأكيد عليه أن لكل أغنية من أغاني آمال علام مضمونا.. وحكاية... هذه خصوصيتي التي أرفض التنازل عليها وأذكر هنا على سبيل الذكر لا الحصر أغنية (يا بابور) التي تحكي وتقدم الهجرة السرية (الحرقان)... من خلال قصة مؤلمة ثم أغنية «La misère» التي تحكي معاناة الشعب التونسي قبل ثورة الكرامة...وهذه الأغنية أهديها لكل أهالي القصرين.