رغم أنه زيتوني فإن الشيخ ابراهيم الهادفي يعتبر أنه من غير الممكن الرجوع للتعليم الزيتوني القديم اليوم. ويقول السيد ابراهيم : «أنا زيتوني وقرأت في التعليم الزيتوني لكن ما كنا ندرسه في التعليم الزيتوني من علم المنطق والبلاغة والأصول والتفسير والحديث والفقه هي علوم مستقلة ولا يمكن لطالب اليوم استيعابها مجتمعة». ويضيف بأن كل هذه العلوم غير موجودة في التعليم العمومي التونسي فالمفروض أنها تدرس مستقلة. وأنه لا وجود اليوم لتلاميذ قادرين على استيعابها ولا لأساتذة يمكنهم تدريسها.
وأضاف أن كل العلوم كانت بالعربية لكن مقتضيات التطور العلمي تقتضي التدريس بلغات أجنبية وأن تعريب بعض المواد أمر مستحيل اليوم. وكان التعليم الزيتوني يؤدي إلى شهادة التحصيل الاول والتحصيل الثاني وهو ما يعادل الباكالوريا اليوم وبعد القيام بما يعادل أربع سنوات من التعليم العالي يتحصل الطالب على شهادة العالمية في الآداب والقراءات
وأضاف أن إرجاع منظومة التعليم الزيتوني التقليدي أمر مستحيل وصعب نظرا لعائق اللغة من جهة في العلوم الحديثة ونظرا لعائق طبيعة تركيبة التلميذ اليوم ولغياب إطارات التدريس اللازمة. كما لا يمكن للتعليم الزيتوني أن يتحول إلى تعليم موازي لمؤسسات التربية.
ونظرا للعوائق التي ذكرها يعتبر السيد ابراهيم الفقيه أنه لا يمكن لجامع الزيتونة اليوم أن يقدم أكثر من دروس الوعظ والإرشاد وحلقات التوعية الدينية . وتساءل عن مصير الشهادات المقدمة من الجامع وطرق الإدماج.