3 آلاف وثيقة عسكرية سرية تتعلق بالقوى الجوية والبيولوجية والكيمياوية السورية سربها وفق مصادر اعلامية متطابقة مجلس برهان غليون الى تل أبيب وواشنطن تحضيرا لضربة عسكرية أمريكية يقول البنتاغون انه بات مقتنعا بحتميتها.
أكدت مصادر استخباراتية واعلامية متطابقة أن تل أبيب تسلمت مؤخرا ملفا من حوالي ثلاث آلاف صفحة أعده «المكتب العسكري» في «المجلس الوطني السوري» يتضمن أسرارا عسكرية استراتيجية تخص القوى الجوية و ترسانة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، فضلا عن خرائط تشير بوضوح الى أماكن تخزين هذه الاسلحة في المناطق الوسطى والشمالية من سوريا.
4 جوانب اساسية
ونقلت ذات المصادر عن باحث سام في «مركز هرتزليا للأبحاث الأمنية» وهو ضابط متقاعد من سلاح الجو قوله ان الملف الذي نقل الى «اسرائيل» يغطي أربعة جوانب أساسية هي : الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وأماكن تخزين رؤوسها الحربية سواء منها المحمول على طائرات قاذفة أو في قواعد صاروخية . القواعد الصاروخية التقليدية وتلك التي تحمل رؤوسا غير تقليدية، وخرائط تظهر بوضوح أماكن وجودها في محافظات حماة وحمص وأدلب وحلب، بما في ذلك معلومات تفصيلية عن الطواقم العسكرية المسؤولة عن تشغيلها وحمايتها. مراكز الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع والمخابرات الملحقة بها في العاصمة وأماكن أخرى. الأسلحة التقليدية التي حصلت عليها سوريا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد العام 2006، سواء في مجال المدرعات أو مجال الصواريخ المضادة للدروع أو الطائرات بمختلف أشكالها.
وأضاف المسؤول الصهيوني أن الملف يحتوي على معطيات كاملة عن التغييرات التي أدخلت على تركيب الوحدات العسكرية في ضوء حرب جويلية 2006 مع المقاومة اللبنانية .
وتابع ان الفحص الأولي للملف أكد أن محتوياته تتطابق في اطارها العام مع المعلومات الاستخبارية الموجودة بحوزة اسرائيل . وكشف المصدر أن الملف تضمن تعهدا من «المجلس الوطني» بحماية الاسلحة الاستراتيجية وعدم وقوعها في أيدي «حزب الله» اذا ما سقط النظام بشكل مفاجىء و«خطة» وضعها «المجلس» لهذا الغرض تحسبا لتطورات مفاجئة.
كما تضمن الملف «قائمة بأسماء جميع العلماء والباحثين في مراكز البحوث العلمية التابعة لوزارة الدفاع، وعناوين سكنهم، من أجل منعهم من المغادرة أو التعامل مع «حزب الله» في حال سقوط النظام، وهو ما يعني ضمنا امكانية تصفيتهم كما حصل في العراق بعد سقوط النظام. حيث أقدمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والاسرائيلية على اغتيال حوالي 250 عالما عراقيا كانوا يعملون في مشاريع مشابهة.
وقال مصدر عربي مقرب من الوزير الليكودي أيوب قرة، المكلف من رئيس الوزراء بنيامين نتياهو بالتواصل مع «المجلس الوطني السوري» عبر عضوي قيادة «المجلس»، جبر الشوفي و جورج صبرا، ان العمل على هذا الملف استغرق حوالي ستة أشهر، وبدأ «المجلس»العمل عليه منذ اجتماع قيادته، وعلى رأسها برهان غليون وبسمة قضماني، مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في جنيف في 6 ديسمبر الماضي.
استعدادا للعمل العسكري
وتتقاطع هذه التسريبات مع ما أعلنه رئيس الأركان الأمريكي الليلة قبل الماضية مارتن ديمبسي أن الولاياتالمتحدة مستعدة الآن للتدخل العسكري في سوريا، مشيرا الى أنه يمكن تطبيق بعض التدابير العسكرية التي جرت في ليبيا على الأراضي السورية.
وقال ديمبسي في مقابلة صحفية «ان العنف الدموي والفظاعات التي ترتكب يجب أن تقابل بتكثيف الضغط الديبلوماسي أولا، وليس التدخل من أجل وقف القتال»، مشيرا الى أن «الضغط الديبلوماسي يجب أن يسبق دائما أية مناقشات بشأن التدخل العسكري».
لكنه استدرك بالقول «سنكون جاهزين لتوفير الخيار العسكري اذا ما طلب منا ذلك»، متسائلا عما «اذا كان الحل الديبلوماسي والاجراءات الاقتصادية، دون تدخل عسكري، كافية فعلا لانهاء القتال في سوريا». وقال انه « يشجع الادارة الأمريكية للمضي في هذا المسار»، أي مسار التدخل العسكري! كما تتوافق هذه المستجدات مع تصريح نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بين رودز بأن واشنطن ستقدم مساعدات مباشرة الى المعارضة السورية في حال فشل خطة كوفي عنان .
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن رودز قوله «ان الولاياتالمتحدة تعمل على تمكين المعارضة ومساعدتها على التخطيط لانتقال السلطة من خلال خطة مبعوث الأممالمتحدة كوفي عنان مشككا في الوقت نفسه في امكانية نجاح خطة عنان والتزام النظام السوري حيال الخطة».