قطعت الهيئة الوطنية لتفعيل مبادرة السيد الباجي قائد السبسي مراحل متقدمة لبلورة المشروع السياسي الذي أعلن عنه الوزير الأول السابق . أعضاء الهيئة الوطنية تنقلوا في كل الجهات وعقدوا جلسات مطولة مع ناشطين في المجال الحقوقي والنقابي وقيادات في أحزاب سياسية ومنظمات وجمعيات وشخصيات مستقلة والتقوا بكل شرائح المجتمع من نخب وعمال ومهنيين وحرفيين ورجال أعمال وقد تم الاتفاق على تأسيس حزب سياسي غير تقليدي تولى عدد من رجال القانون بلورة شكله القانوني الذي سيكون مختلفا عن الأحزاب التقليدية إذ سيتم إعتماد نموذج الحزب الذي أسسه المناضل نلسن منديلا «المجلس الافريقي» الذي ضم شخصيات مستقلة وجمعيات ومنظمات وأحزابا سياسية تحت قيادة موحدة.
مشروع الحزب الجديد ستكون أرضيته الأساسية النظام الجمهوري ومدنية الدولة وحياد الإدارة وحرية الإعلام واستقلالية القضاء لضمان التداول السلمي على السلطة وهي المطالب الأساسية التي رفعتها الثورة والتي تشهد ارتدادا عنها بالعودة الى منطق الحزب الحاكم الذي يسيطر على كل شيء وبالتالي القضاء على التجربة الديمقراطية في المهد وتفويت فرصة أخرى على تونس لصياغة تجربة ديمقراطية.
الإعلان الرسمي سيكون بعد ساعات قليلة ويمكن أن يتمّ ذلك يوم 1 جوان في إشارة إلى عودة الزعيم الحبيب بورقيبة من المنفى إذ أن الأطراف المنضوية في الحزب الجديد او التي ستلتحق به يجمعها قاسم مشترك هو إرث دولة الاستقلال في التنوير والحداثة مع ترسيخ التجربة الديمقراطية التي فشل فيها الزعيم الحبيب بورقيبة.ويتوقع أن يلقي السيد الباجي قائد السبسي خطابا إلى أنصاره والى الشعب التونسي لشرح الأهداف التي يسعى الحزب الجديد لتحقيقها. ويذكر أن تنسيقيات جهوية ومحلية تأسست في مختلف الجهات من الشمال الى الجنوب لدعم ومساندة مبادرة الباجي قائد السبسي التي ستأخذ شكلها الرسمي بعد ساعات فقط .