من يسعى للتصادم مع الحكومة الحالية لن يكون له مكان ضمن المبادرة توقعت مصادر سياسية قريبة من الوزير الاول السابق الباجي قائد السبسي الإعلان في غضون نهاية الأسبوع الجاري عن ميلاد الحزب الذي يعتزم قائد السبسي تأسيسه. واكدت مصادرنا أن الباجي قائد السبسي قد انهى مشاوراته السياسية مع عدد كبير من الأحزاب والشخصيات الوطنية التي ستشاركه أطروحاته الرئيسية لحزبه الذي سيرتكز على الرؤى والفلسفة البورقيبية بالاضافة إلى بعده التحرّري والديمقراطي. وقد نقلت لنا مصادرنا مفاجأة وهي أن الحزب الجديد للباجي قائد السبسي " يدعو بكل وضوح إلى التواصل الايجابي مع حركة النهضة دون سواها من مثلث الترويكا" معتبرة أن هذا الخيار هو " خيار الأغلبية داخل الحلقة المحيطة بالرجل ". وأضافت ذات المصادر " أن من يسعى للتصادم مع الحكومة الحالية لن يكون له مكان ضمن المبادرة السياسية لقائد السبسي". ولا يختلف اثنان في التأكيد على أن التحالفات هي أعلى مراحل التنسيق بين القوى السياسية المختلفة, تحالفات قد تصل إلى مرحلة الاندماج والذوبان ولا يعني التحالف وجود اتفاق في المبادئ والأفكار في كثير من الأحيان بقدر ما هو تتويج لمرحلة تفاهم حول قواسم مشتركة كما هو الحال بين قوى الائتلاف الحاكم . الحاجة إلى التحالف ومن خلال جملة الملاحظات المجردة للأحداث المسجلة وطنيا تبدو حاجة القوى السياسية للتحالفات ماسة وليست حاجة عامة كما يروج البعض لذلك وهو ما تترجمه المبادرات السياسية الداعية إلى لمّ شمل القوى الوسطية وإعداد جبهات قادرة على استيعاب الحاضر كما هو الشأن بالنسبة للحزب الوسطي الكبير بزعامة الحزب الديمقراطي التقدمي وآفاق تونس والذي يسعى إلى عقد مؤتمره الأول خلال الشهر الجاري بعد أن كان مقررا لشهر مارس المنقضي. ومن بين الأسئلة الأكثر الحاحا في هذه المرحلة بالذات هو هل يكون التحالف الوسطي المطروح حاليا نهاية مطاف تجربة للتوسع ام هو بداية نحو مزيد من التجميع الحزبي بين الأحزاب التقليدية خاصة اذا علمنا أن اتجاها كبيرا وفعّالا مثلا داخل حركة التجديد يرى انه من الضروري تجميع مبادرة التجديد بمبادرة الديمقراطي التقدمي ومن ثمة ميلاد حزب كبير يضم كل الوسط ذي الميولات التقدمية الحداثية. ويربط العديد من الملاحظين علاقات التوحيد السياسي بين الأحزاب والشخصيات الوطنية إلى ما طرحه الباجي قائد السبسي خلال مبادرته الأخيرة حيث استطاع هذا الأخير تجميع عدد كبير من القوى السياسية حتى تلك التي كان من المقرر أن تعمل بعيدا عن فلكه. كما استطاع أن يجمع حوله كل التيارات الفكرية من دستوريين وليبراليين وديمقراطيين وهو ما دعا ببعض الحالمين بالزعامة إلى تأجيل مشاريعهم إلى اجل غير مسمى و ادخل الأحزاب الدستورية في حالة من الإرتباك والإحراج رغم محاولة الاندماج في حزب واحد. غير أن مبادرة الباجي قائد السبسي لم تنجح في استقطاب الشباب الذي خير عدم الاصطفاف وراء الزعامات وخير خوض تجارب مستقلة تقطع مع كلاسيكية التجارب السابقة. وفي هذا الاطار علمت "الصباح" أن هناك نقاشات جدية بين حزب شبابي ومجموعات شبابية اخرى ستتوّج بإعلان مبادرة سياسية شبابية من المرجح أن يطلق عليها اسم " ائتلاف الشباب التقدمي".