شهدت مدينة ماطر الفلاحية التي تعد حوالي 50 ألف ساكن في السنوات الأخيرة نهضة عمرانية وكثافة سكانية ونموا اقتصاديا متزايدا شجع كل ذلك على انتصاب العديد من المؤسسات الصناعية سواء الأجنبية أو المحلية التي تستقطب عددا هاما من اليد العاملة. أفرزت هذه المؤسسات التي فاق عددها 35 مؤسسة ونشاطاتها حركية تنموية هامة بالجهة فأصبحت بذلك مدينة ماطر المعروفة بخصوبة أراضيها وإنتاجها الفلاحي الغزير سواء النباتي والحيواني في حاجة إلى العديد من المصالح الإدارية والخدماتية التي يقصدها الأهالي بشكل يومي على غرار الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والشركة التونسية للكهرباء والغاز ومستشفى جهوي متعدد الاختصاصات وقسم استعجالي مجهز بالمعدات اللازمة وإضافة إلى المصالح المذكورة فان الحاجة أصبحت ملحة في الأيام الاخيرة وأكثر من أي وقت مضى إلى الإسراع بإحداث فرع للصندوق الوطني للتامين على المرض (الكنام) لعدة اعتبارات موضوعية لعل أهمها بعد مدينة ماطر عن أقرب فرع بالولاية تفوق 20 كلم وهو موجود بمدينة منزل بورقيبة كذلك العدد الكبير من المنخرطين بالصندوق من العملة والموظفين والفنيين والمتقاعدين من سكان الجهة وللحصول على أبسط الخدمات أصبحوا يتحملون معاناة كبيرة أهمها تكاليف النقل وقضاء يوم كامل في طوابير الانتظار الطويلة كل هذه العوامل ترهق في الغالب المواطن العادي فما بالك بالمسنين والمعاقين والمرضى من النساء والرجال وكما لا يخفى على أحد فان المواطن يحتاج إلى خدمات الصندوق في أكثر من مناسبة في الأسبوع أحيانا بسبب المرض أو حوادث الشغل أوغير ذلك كل هذه الاعتبارات تدفع إلى الإسراع في تقريب هذه الخدمة من مواطني الجهة ونعني بهم سكان معتمديات ماطر وجومين وغزالة وسجنان لتخفيف العبء عن فرع منزل بورقيبة الذي أصبح يضيق بزائريه ويبقى أهالي ماطر وأجوارهم جديرين بهذا الانجاز الذي لا يكلف أصحاب القرار الكثير من الجهد والتفكير.