عشر سنوات مرّت منذ تأسيس الجمعية المسرحية بعقارب سنة 2002 بمبادرة من مجموعة من مثقفي الجهة والمولعين بالمسرح وعلى رأسهم السيد محمد الطريشيلي، وقدمت خلالها الأعمال المسرحية مثل «أحلام غراب» و«ضريع الواد» و«مرا للاّت النساء».. أحدث الأعمال مسرحية « العروس الوهمية» وهي مسرحية موجهة للأطفال تدوم حوالي 45 دقيقة وتتمحور أحداثها حول الصراع بين الخير والشر وفيها الكثير من الاثارة والتشويق وهي من تأليف عادل الخياشي واخراج حاتم الحشيشة ..
المسرحية عرضت في عدة مرات وأماكن مثل ساقية الدائر والحنشة.. وكان آخرها مهرجان أيام فاقا المغاربي لمسرح الهواة بباجة من 2 الى 6 ماي حيث لاقى هذا العمل نجاحا جماهيريا كبيرا وترك انطباعا جيدا لدى الحضور .
أثناء الحديث مع السيد محمد الطريشيلي مدير هذه الجمعية توجه بشكر خاص الى كل من ضحى من اجل الجمعية من أولياء وممثلين وعلى رأسهم المخرج حاتم الحشيشة، وأشار الى أن العديد من أبناء الجمعية قد تألق ضمن جمعيات أخرى بل ان البعض منهم تحصل على جوائز هامة على غرار جائزة أحسن ممثل في المهرجان الجهوي للمسرح بدور الثقافة بصفاقس في دورته الأخيرة .
هذا النشاط والاشعاع لا يخفيان الصعوبات التي تواجه عمل الجمعية أهمها مشكل الفضاءات التي يمكن أن تتم فيها التمارين مما دفع بمدير الجمعية الى تحويل منزله الى مخزن للديكور وجعل من قاعة الجلوس فضاء للتمارين؟ هذا اضافة الى غياب الموارد المالية الضرورية لمواصلة النشاط وتراكمت الديون المتخلدة بذمة الجمعية بسبب غياب الدعم أو محدوديته ان وجد محليا وجهويا فحتى العروض المدعومة التي منحت للجمعية محدودة جدا .
وقد أشار مدير الجمعية الى غياب التنسيق بين الاطراف المتدخلة في المجال الثقافي وخاصة البلدية ودار الثقافة ودار الشباب واللجنة الثقافية المحلية. كما تساءل عن دور المجتمع المدني والسياسي فأين الثقافة والمسرح في برنامج هذه الأحزاب أم أن الأمر كان مجرد وعود انتخابية؟ وأين دور النسيج الصناعي لماذا لا يتبنى مثلا تظاهرات ثقافية مسرحية تكون موجهة لأبناء العمال بهذه المنشآت الصناعية؟.
السيد محمد الطريشيلي أكد أن عقارب بامكانها أن تحتضن مهرجانا مسرحيا يتماشى والكفاءات والفرق المسرحية التي توجد بالمدينة خاصة وأن المنطقة أنجبت احد ابرز رواد المسرح التونسي وهو المرحوم عبد العزيز العقربي. واقترح فكرة اتحاد بين الجمعيات المسرحية بعقارب وعبر عن أمله في أن يكون للمدينة ركح مسرحي يتلاءم مع مكانتها المسرحية وطموحات أبنائها.