هي السيدة فاطمة علاقي, ذات الخمسة عقود, القاطنة بحي الزهور, أم لفتاتين معوقتين, بالغتين من العمر 18 و24 سنة, تعاني منذ بداية التسعينات, حينما اعتقل زوجها في سجون بن علي من أجل انتمائه السياسي, من الخصاصة والحرمان والألم, وخاصة معاناة توفير حياة كريمة لابنتيها المعوقتين من اكل وشرب وسكن لائق وعناية صحية. السيدة فاطمة, هي ربة العائلة, هي المسؤولة اولا وأخيرا عن زوجها وأطفالها, فالزوج وبعد خروجه من السجن بعد سنوات طوال اصيب بمرض نفسي, فهو عاطل لا هو قادر على اعالة نفسه ولا عائلته, فقط السيدة فاطمة التي تحترق كل يوم من أجل توفير لقمة العيش.
تقول السيدة فاطمة, لقد رحمني ربّي ببنتين معوقتين, وطوال حكم المخلوع الذي زج بزوجي في السجن, حرمت حتى من توفير الدواء لبناتي, فقد كان منزلنا محرما حتى على فاعلي الخير, الذي قد يصيبه ايضا ما أصاب زوجي لو فكّر حتى في مساعدتنا. وتضيف, انني فقدت كل امل, ومع ذلك ارفع صوتي الى حكومة ما بعد الثورة لمد يد المساعدة لبناتي, 24 عاما من الاحتراق والبكاء ومن البحث عن لقمة خبز لمعوقتين حرمتا من ابيهم الحي العاجز امامهم بفعل قهر الدكتاتور, وما يحتاجونه من حفاظات وأدوية وتأهيل صحي, والحمد لله على كل حال. وضع مأساوي تعيشه هذه الأم مع ابنتيها المعوقتين, وتحتاج الى تدخل اصحاب القلوب الرحيمة في اقرب وقت.