احتراق كلي لمعمل الأغطية الصوفية الكائن بالمنطقة الصناعية طريق تونسبالقيروان نتيجة «ماس» كهربائي وتدخل للحماية المدنية والفرق الأمنية والسلط الجهوية وحديث عن نقائص وتجاوزات كشفها الحريق. أدى حريق نشب صباح امس الاحد (3 جوان) بمصنع للأغطية الصوفية الى دمار شامل للمبنى واحتراق محتوياته مما تسبب في خسائر مادية ضخمة من آلات ومواد أولية ومنتوجات معدة للتسويق الداخلي والخارجي مقابل عدم وجود اية أضرار بشرية. وقد تدخل فريق الحماية المدنية مدججا بآلياته ومعداته كما حضرت فرق الحرس الوطني بالجهة لتنظيم الحضور الجماهيري الضخم الذي حضر لمتابعة الحريق. وقد حضر ممثل النيابة العمومية والفرق الفنية لمعاينة الحريق والبحث في أسبابه.
أعمدة الدخان ارتفعت فوق مدخل مدينة القيروان. من بعيد يمكن للناظر ان يرى الدخان الأسود. تقترب شيئا فشيئا لتجد مؤسسة صناعية تحترق بالكامل وعددا كبيرا من النساء والشبان والأطفال وفرق الحرس الوطني والحماية المدنية منتشرة كل حسب مهامه وهناك تساؤلات وحيرة واتهامات وفرق مجندة ونيران تلتهم كل شيء الا عزيمة أعوان الحماية. كهرباء وحماية مدنية
السيد كريم سعدلاوي احد المسؤولين بالمصنع الصيني لصناعة الأغطية الصوفية ونقلا عن احد المسؤولين الصينيين، اكد ان الاخير اتصل به عند الساعة العاشرة من صباح يوم امس الاحد ليعلمه بالحريق. وقال ان الصيني الذي يقيم داخل المؤسسة تفطن الى الشرارة الاولى للحريق الناجمة عن تماس كهربائي حسب قوله وقد سعى الى إطفائها لكنه وجد ماء الحنفية منقطعا وبقي في حيرة من أمره ولم يتصل بالحماية المدنية في الابان بينما كانت النيران توسع رقعتها الى ان اتصل بالتونسي (كريم) الذي اتصل بالحماية المدنية التي تدخلت على الفور وبعد 8 دقائق من تلقيها النداء حسب نجم الدين بالحاج محمد المدير الجهوي للحماية المدنية بالقيروان الذي كان في «الميدان» وقد كسا الدخان وجهه وملابسه.
تدخلت فرق الاطفاء التابعة للحماية المدنية مدججة ب3 شاحنات إطفاء مختلفة الأحجام والتقنية. وتجند الاعوان لمجابهة الحريق بشتى الطرق. حيث سعوا الى تطويق الحريق ومنع انتشار النيران في محيط المصنع والبنايات المحيطة به والملاصقة له من محطة بنزين ومطعم سياحي ومنازل ومؤسسات اخرى. وقد نجح اعوان الحماية في منع انتشار النيران كما نجحت النيران في التهام كل محتويات المصنع من مواد اولية ومنتوجات وآلات بل ان البناية تآكلت ممّا دفع الى اعتماد خطة وقائية تتمثل في الاستعانة بآلات كاسحة وجرافات وتم هدم الجدران الخارجية للمصنع من اجل ان يتمكن أعوان الحماية من إطفاء النيران التي وجدوا صعوبة في التعامل معها نظرا الى طاقتها الحرارية حسب مسؤول الحماية المدنية الذي اكد انه تم طلب تعزيزات من قاعة العمليات على المستوى الوطني لكن لم تصل وتم استخدام القدرات الجهوية المتاحة ليتواصل التعامل مع النيران طيلة اكثر من 3 ساعات من العمل المتواصل. مورد رزق يحترق
في الاثناء كان المسؤولون الصينيون والعاملون بالمؤسسة الذين يقدر عددهم ب80 عاملا يتابعون تهاوي مورد رزقهم امام أعينهم في جحيم النيران كما حضر عدد كبير من المواطنين وحضر المسؤولون الجهويون. الحزن والأسى والدموع بدت ظاهرة على وجوه العمال التونسيين والإطارات الصينية واندفع بعضهم الى الاطلاع على موارد رزقهم لكن صفوف طلائع الحرس منعتهم حماية لهم. تحقيق وحيرة
«سبب الحريق هو تماس كهربائي» بهذه العبارات حسم المسؤول الصيني بالمصنع ما يروج حول أسباب الحريق. واكد انه كان شاهدا على الشرارة الأولى التي تفطن اليها وانه حاول التعامل معها لكنه لم يستطع. واكد انه لا توجد اية أسباب أخرى. وراج الحديث عن تأخر الحماية المدنية وضعف التجهيزات التي تم إحضارها رغم انها لعبت دور البطولة في انقاذ بقية المؤسسات المجاورة وقام الأعوان الذين تجندوا بأعداد كبيرة بالتصدي للحريق الذي تعاظم قبل ان يخبو.
وفي خضم الحريق كثر الحديث عن أسبابه وعن مستقبل العمال بعد ان ابتلعت النيران موارد رزقهم في جهة تفتقر الى المؤسسات المشغلة. وأثير الحديث عن مسألة تأمين المؤسسات الصناعية في القيروان ومسألة التغطية الاجتماعية للعمال. ومسألة التعويض للمستثمر.
وينتظر ان تنطلق الأبحاث العدلية في الحريق ليتم تحديد الأسباب كما ينتظر ان تنطلق المسائل الإدارية لبحث ملف التعويض والإحاطة بالعمال في ظل هذه الظروف. بقي أمران مهمان أولهما مسألة تكرر الحرائق بالمؤسسات الصناعية ويخشى ان يحدث مثلما حدث في حريق معملي الخياطة بالوسلاتية ويدفن الملف الى الأبد ويتحول الحريق الى «فائدة» بدل «المصيبة». وثانيها الرهان على تجهيزات الحماية المدنية لان البعض تساءل عن غياب المروحيات وغياب التجهيزات اللازمة للإطفاء وتساءلوا ماذا لو تزامن حريقان في وقت واحد في القيروان وهذا لا ينقص من جهود الأعوان الذين استماتوا في عملهم واظهروا شجاعة الى حد الاندفاع وسط نيران ضاعفتها درجات الحرارة المرتفعة.