تراجع في السنوات الأخيرة مرض الكيس المائي لأضاحي العيد مقابل ارتفاع في نسبة الاصابة بمرض الدمامل حد التفاقم مع ظهور حالات نادرة من كيس الكلى وسرطان الكبد. ولتجنب مخاطر هذه الامراض التي تصيب «العلوش» نظّم المعهد الوطني للتغذية لقاء صحفيا جمع كل الاطراف من منظمة الدفاع عن المستهلك وجمعية الاطباء البياطرة. واستهل الدكتور خالد زروق اللقاء بمحاضرة تطرّق فيها الى جميع الجوانب الصحية للأضحية وكيفية الوقاية من الامراض التي تصيبها. وأفاد ان الكيس المائي هو مرض ينتشر ببلدان المغرب العربي ويكلّف على المجموعة الوطنية خسارة ب 14 مليارا من المليمات سنويا وعلاجه لا يكون الا بالجراحة. ويسبب الكيس المائي او الكيسة العدارية عندما ينتقل الى الاشخاص انتفاخا واضحا في البطن بعد اصابة الرئتين. ويمكن ان يلاحظ المستهلك بعد ذبح «العلوش» بعض الاكياس المائية الموجودة بالدوارة وهذه الاكياس لا يمكن التخوّف منها لأنها اكياس رخوة تختلف عن الكيس اليابس الذي يوجد بالكبد او الرئتين. وخلص الى القول بأن الكيس المائي هو مرض خبيث لكن الوقاية منه سهلة جدا. وتتمثل سبل الوقاية في عدم رمي الكيس للكلاب التي تساهم في نقلها للانسان او الخروف عبر الخضر والأعشاب. ونصح بردم الكيس المائي في حفرة ومواراتها بالتراب للقضاء على الجراثيم الموجودة داخلها. ونصح ايضا بذبح «العلوش» الأقل عمره من 16 شهرا تفاديا لوجود الكيس المائي الذي بدأ يتراجع منذ سنة 1994 . ولاحظ الدكتور انه من جهة أخرى بدأ مرض الدمامل يسجل حضوره بنسبة ملحوظة خاصة بين سنتي 20002001 . وتصيب «الدمامل» الرقبة والكبد وتنتقل الجرثومة عن طريق «السرّة» او التنفس او الفم او الجلد. وتحدث العدوى بهذا المرض عن طريق رضوض بأدوات حادة تنتج عنها جروح جلدية او مخاطية وتصيب الخرفان الصغار والكهول. ونصح بضرورة التثبت عند عملية الشراء من حالة الخروف الصحية كالرقبة والأنف ولون العينين. فصائل وحملة عرّج الدكتور خالد زروق قبل الدخول في تفاصيل الحملة الوطنية لمكافحة الكيس المائي على الحديث عن فصائل الأغنام الموجودة في تونس. وذكر انه من بين ما يقارب ال 10 ملايين خروف الموجودة ببلادنا نجد 60 منهما من فصيلة بربرية او ما يسمى العلوش بالليّة و35 منها من فصيلة اسود تيبار وهو في تزايد لان تريبته سهلة ويمكن ان يعيش حتى بالجبال و1 منها نوع صقلّي سردي يوجد خاصة بمدينة باجة وماطر. وخلص الدكتور الى الحديث عن الحملة الوطنية لمكافحة الكيس المائي التي يقوم بها الاطباء البياطرة بالاشتراك مع منظمة الدفاع عن المستهلك. وقال: ان هدفها هو منع تسرب الامراض من الحيوان الى الانسان، الى جانب التثقيف الصحي والغذائي وبعث جوّ من الطأنينة لدى المواطن خاصة يوم العيد وبعد الذبح وكذلك التعريف بالعمل الجمعياتي وما يمكن ان يقوم به لصالح المواطن اضافة الى تعويد المواطن على الاتقاء من الامراض بصفة لا شعورية عادية. وأشار الى ان هذه الحملة تنظّم سنويا بمناسبة عيد الاضحى منذ سنة 1982 . القيمة الغذائية افاد الدكتور رضا المكني متحدثا عن القيمة الغذائية والصحية للحوم ان لحم العلوش يتوفر على قيمة غذائىة عالية لكن اكله بدرجة مبالغة يؤدي الى نتيجة عكسية لاسيما منها مرض شرايين القلب والشحوم في الدم. واعتبر ان طريقة الطهي مهمة جدا بالنسبة للحوم ذلك ان اللحم المشوي يخفّض من نسبة الدهنيات اضافة الى ان بعض قطرات الليمون لها مزايا هامة في امتصاص قيمة الحديد بما يزيد عن نسبة 30. واشار الى ان مخّ العلوش يحتوي على 1350 ملغ من الكوليسترول بينما حاجياتنا اليومية لا تتجاوز 360 ملغ وبناء عليه لابدّ من عدم الافراط في استهلاك اللحوم والحرص على تناول الخضروات «والسلطة» لأنها تعدّل الجسم وتخفّض من كمية السكر والشحوم وتجنب الاصابة بالقبض. وحذّر الدكتور عبد المجيد عبيد اخصائي في التغذية مرضى القلب والشرايين والسمنة والسكري من استهلاك اللحوم بكميات وافرة ونصح هؤلاء بشيْ اللحم عوض طبخه او بتغليته في الماء قبل طبخه للتقليص من حدة الشحوم. وحضر اللقاء السيد رضا العرفاوي ممثل منظمة الدفاع عن المستهلك وقال ان المنظمة قامت بجميع الاجراءات المتعلقة بتوعية وترشيد المستهلك من حيث التعامل مع الاسعار والتوجه الى النقاط المنظمة.