تونس الصباح: جندت الجمعيّة الوطنيّة للأطبّاء البياطرة بتونس عددا من البياطرة لتنفيذ برنامج المراقبة الصحيّة البيطريّة المستمرّة لخرفان العيد وقد أجرى هؤلاء البياطرة زيارات ميدانية إلى نقاط البيع وخاصة الفضاء التّابع لشركة "اللّحوم" بالورديّة والمسلخ الجديد بسيدي صالح أريانة والفضاء الكائن بشارع الجمهوريّة بمقرين. وفي اتصال به وهو يباشر عملية المراقبة بسوق الوردية أفادنا الدكتور خالد زروق الطبيب البيطري وممثل المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية بتونس أن المعاينات التي أجراها الأطباء البياطرة خلال الأيام السابقة للعيد أو أثناء تنقل البعض ممن شاركوا في حملة عيد دون كيس مائي التي انطلقت من العاصمة نحو جزيرة قرقنة مرورا بعدة مدن ساحلية بينت أن القطيع في العموم لا يشكو من أمراض خطيرة ولكن هذا لا ينفي أن الكثير من الخرفان مصابة بمرض الدمل وهي ظاهرة آخذة في الانتشار من سنة إلى أخرى وطمأن الدكتور زروق بأن الدمل لا يعدي الانسان.. كما أفادنا البيطري أن نسبة هامة من القطيع بدا عليها الإنهاك وهو أمر غير محبذ.. ولاحظ أن جل المواطنين يحبذون شراء الكباش القرناء ويفضلونها على الخرفان الصغيرة.. وذكر أن الكباش الكبيرة التي تتجاوز أعمارها 16 شهرا هي التي تكون أكثر عرضة للأمراض وخاصة للإصابة بالكيس المائي.. ودعا المستهلكين إلى توخي الحذر من الخرفان المريضة الخاملة قليلة الحركة وفي المقابل نصحهم باقتناء خرفان صغيرة تتراوح أعمارها بين 6 و16 شهرا فهي على حد تأكيده أفضل بكثير من الخرفان الكبيرة. ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى أهم فصائل الأغنام في تونس إذ نجد أكثر من نصف القطيع من النوع البربري وهو البلدي والنجدي وهو يتميز بذيله الشحمي ونجد قرابة 40 بالمائة من الخرفان من فصيلة الغربي وتتوزع البقية بين فصائل أسود تيبار والصقلي الصردي. وفي ما يتعلق بمراقبة الأضاحي قبل العيد بيوم ويوم العيد.. فبين الدكتور خالد زروق أن معهد التغذية سيفتح أبوابه للمواطنين للاجابة على استفساراتهم المتعلقة بالوضع الصحي للأضاحي وذكر أن عددا من البياطرة يتولون منذ مدة مهمة المراقبة وهم على استعداد لنصح المستهلكين.. وذكر أنه سيكون على ذمة المواطنين يوم الأحد بمعهد التغذية نظرا لأن العديد من الناس تعودوا على الاتصال بالبياطرة قبل العيد ويوم العيد وبعد العيد للاطمئنان على الأضحية والتأكد من سلامة لحومها. الكيس المائي يعد الكيس المائي من بين أهم الأمراض التي يحذر منها البياطرة ولهذا الغرض تواصلت حملة عيد دون كيس مائي أكثر من ربع قرن ولم يفقد المشاركون فيها الرغبة في إيصال المعلومة للمواطن. ويذكر أن الكيس المائي الذي طالما حذر منه البياطرة والمختصون في التغذية هو مرض خطير يصيب الحيوان والانسان وتظهر علاماته بعد سنوات من العدوى وليس له دواء سوى الجراحة ويتمثل الكيس المائي في ورم يتكون في أنسجة الجسم ويقتحم الأحشاء الداخلية والكبد والرئتين خاصة ويتمثل في وجود كيس مائي مملوء بسائل يشبه الماء تسبح فيه الجراثيم والطفيليات ويصيب في بعض الحالات أعضاء أخرى مثل المخ والقلب والعينين والكلى. وعن كيفية العدوى فتجدر الإشارة إلى أن الكلب يحمل الطفيليات في أمعائه وهي تخرج بويضات مع فضلاته وتلوث الأعشاب وعندما يتناول الحيوانات تلك الأعشاب تصاب بالكيس المائي كما يصاب الانسان إثر احتكاكه بالكلب بالعدوى نظرا لدخول الطفيليات إلى جسمه عبر الفم بواسطة الأيدي التي لمس بها الكلب كما يصاب أيضا عند استهلاكه خضرا ملوثة بالبويضات غير مغسولة وعند استعماله لأواني ملوثة بلعاب الكلب وغير نظيفة.وللحد من انتشار الكيس المائي فإن أفضل طريقة هي عدم ترك أحشاء الشاة المريضة عرضة للكلاب بل يجب تغليتها مدة 15 دقيقة قبل التخلص منها مع الحرص على ردم جثث الحيوانات والمحافظة على نظافة الأيدي والمحيط. وتجدر الإشارة إلى أن الخرفان تصاب بأمراض أخرى على غرار التشوهات الناجمة عن انحصار الدم عند عملية الذبح والاصابات الرئوية الطفيلية والاصابات الطفيلية الكبدية والدودة الشريطية والكيسة المذنبة واللسان الأزرق والدمل. فوائد صحية في ما يتعلق بالفوائد الصحية للحوم فيقول خبراء التغذية إن اللحوم لها قيمة غذائية ممتازة لأنها تحتوي على البروتينيات والأملاح المعدنية التي تعالج فقر الدم ونجد فيها فيتامين ب 12 ولكن الإشكال يتمثل في وجود الشحوم لذلك من المحبذ أن اختيار قطعة اللحم الخالية من هذه المادة.. وفي نفس الإطار تدعو منظّمة الدفاع عن المستهلك المواطن إلى إيلاء الجانب الصحّي العناية التي يستحقّها باعتبار اقتران صحّة المستهلك بصحّة الحيوان و هي تحثه على اللّجوء عند الضّرورة إلى المراقبة الصحيّة البيطريّة وإلى أن ينتهج سلوكا استهلاكيّا ذكيّا يسمح له بالاضطلاع بدوره كاملا في التحكّم في السّوق والضّغط على الأسعار بتوخّي أسلوب الدفاع الذاّتي خاصّة أنّ ما يتوفّر من أضاحي هذه السّنة لا يبرّر الممارسات الاحتكاريّة أو المضاربات التي يجب عليه في كلّ الحالات التصدّي إليها بكلّ حزم حفاظا على قدرته الشرائيّة.