نسبة الإصابة ب«اللّسان الأزرق» محدودة للغاية ولا خوف من العدوى تونس الصباح: بالاشتراك مع الجمعية الوطنية للاطباء البياطرة نظم المعهد الوطني للتغذية والتقنية الغذائية صباح أمس لقاء صحفيا حول المراقبة الصحية للاضاحي حضره بياطرة ومختصون في التغذية.. وبالمناسبة تم التأكيد على أن مرض اللسان الازرق غير معد للانسان وأن الوسطاء أي القشارة استغلوا ظهور بعض الحالات النادرة وأشاعوا أن قطيع هذا الموسم مصاب بمرض اللسان الازرق وذلك للضغط على الفلاحين والتلاعب بالاسعار. فاللسان الازرق مرض فيروسي يتنقل عن طريق بعوضة ويصبح الخروف منهكا جسميا وجراء ارتفاع درجة حرارته ويكون فمه مصابا بالانتفاخ. وبين السيد ساسي عونللّي المدير العام للمعهد أن تجربة مراقبة الاضحية انطلقت منذ ربع قرن بالتعاون مع الجمعية الوطنية للاطباء البياطرة وذكر أنها كانت ناجحة ومفيدة للمستهلك. ففي البداية كانت عمليات التوعية تتم فقط في معهد التغذية الذي يعمل أيضا على مراقبة الاضاحي التي يحملها المواطن يوم العيد للمعهد للتأكد من سلامتها من الكيس المائي لكن سرعان ما امتدت هذه التجربة لتشمل عديد الولايات الاخرى وانطلقت عملية القطار الصحي الذي يتوجه نحو الشمال والوسط والجنوب.. وبين أن معهد التغذية انفرد بالاهتمام بغذاء وصحة البشر وذكر أن العلاقة بين الطب الحيواني والانسان وطيدة جدا فما يأكله الحيوان يتسرب إلى جسم الانسان.. وأعلن المدير العام عن اعتزام المعهد تنظيم عديد الانشطة خلال سنة 2008 ولعل أهمها هو إطلاق إستراتيجية لمجابهة ظاهرة السمنة في تونس.. ولاحظ أن السمنة تعد معضلة كبيرة ولها نتائج سلبية جدا. وبين السيد عبد القادر عمارة أستاذ طب بيطري ورئيس الجمعية الوطنية للاطباء البياطرة أن التونسيين تعودوا على تظاهرة عيد دون كيس مائي وتطورت هذه العملية لتشمل كافة تراب الجمهورية وبين أن التظاهرة لا تهتم فقط بالكيس المائي بل أنها تلقي الاضواء على الصحة الحيوانية بصفة عامة.. ويوجد في تونس على حد قوله 1200 طبيب بيطري وهم مجندون لمراقبة القطيع ولاحظ أن التغيرات المناخية ساعدت على بروز أمراض حيوانية جديدة. ولاحظت السيدة سميرة بلوزة رئيسة المجلس العلمي لمعهد التغذية أهمية وجود بيطري في معهد التغذية حيث ساهم ذلك في تقلص الاصابة بالكيس المائي. بياطرة متطوعون قيّم السيد خالد زروق الرئيس الشرفي لجمعية البياطرة حملة عيد دون كيس مائي خلال ربع قرن.. وبين أن البياطرة الذين يشاركون في هذه الحملة متطوعون ولا يحصلون على المال وإذا طلب أحدهم مالا من المواطن وتم التفطن إلى أمره فإنه يعاقب من طرف العمادة. وذكر أنه حينما ظهر مرض جنون البقر أبدى البعض مخاوفهم من إصابة أضاحي العيد بهذا المرض لكن التجربة العلمية أثبت أن الخروف لا يصاب بمرض جنون البقر. وتحدث عن مرض الدمل وتفاقمه.. وبين أن مرض اللسان الازرق غير معد. وتحدث البيطري عن فصائل الاغنام في تونس وبين أن 60 بالمائة من القطيع من النوع البربري ويسمى ايضا البلدي أو النجدي وهو يمتاز بالذيل الشحمي ونجد ما يشبه هذه الفصيلة التونسية في ليبيا وتركيا. كما نجد 37 بالمائة من الخرفان من فصيلة الغربي ونجده في غرب تونس ونجد 2 بالمائة من فصيلة أسود تيبار وواحد بالمائة من فصيلة الصقلي الصردي وهي فصيلة تنتج نوعية معينة من الاجبان. وبالنسبة للّقاحات المستعملة للحيوان فهناك لقاحات ضد الحمى المالطية والحمى القلاعية والجرب والجدري واللسان الازرق والطفيليات والتسمم المعوي. وبين زروق أن معهد التغذية استقبل ما يقارب 20 ألف قطعة أو هيكل خروف خلال الربع قرن الماضى من المواطنين. وتحدث الدكتور زروق عن أهم الاصابات التي تحدث لخروف العيد وهي تتمثل في التشوهات الناجمة عن الذبح غير الجيد (انحصار الدم) والاصابات الطفيلية الرئوية والاصابات الطفيلية الكبدية وتسمى "الفرططو" كما نجد الكيسة العداريّة وهي كويرات مائية تعدي الكلب ونجد الكيسة المذنبة ونجد الدودة الشريطية التي يخطئ البعض ويعتقد أنها زوائد ويستعملونها في صناعة العصبان.. ونجد مرض الدمل الذي تفاقم كثيرا خلال السنوات الاخيرة وفي هذا الصدد بين أن الخروف لا يصاب بمرض الصفراء وبمرض التيبركيلوز وأن مرض الدمل لا يعدي الانسان. وبين أن هدف حملة القطار الصحي يتمثل خاصة في التعريف بالرقابة الصحية ودور الطبيب البيطري في تغذية الانسان وحماية صحته عبر صحة الحيوان. ولاحظ أن المنظمة العالمية للصحة ترى أن الامراض الجديدة ستكون بنسبة 80 بالمائة حيوانية المنشأ. ورفعا للالتباس أشار الدكتور خالد زروق إلى وجود حالات قليلة مصابة باللسان الازرق وأن التغيرات المناخية كانت سببا في ظهور هذا المرض في تونس وفي عديد البلدان الاخرى. وتحدث السيد الطاهر الغربي المختص في التغذية عن فوائد اللحوم الصحية وحذر من الافراط في تناولها ودعا إلى تناول الخضر مع اللحوم لتعديل نسب الحموضة ومن المحبذ أن يتجنب مرضى الكليستيرول تناول الكبد. وعن الخزن بين أن اللحوم سريعة التعفن ومن المستحسن أن يتم ذبح الخروف في وقت وجيز جدا وبعدها يقع إفراغ الاحشاء بسرعة حتى لا تنتقل الجراثيم إلى الكبد واللحم. وبين أن وضع اللحوم في الثلاجة لا يقلص من فوائدها.