ارتفعت نسبة مرض الدمامل الذي يصيب «العلّوش» حيث ناهزت 10% مقابل تراجع مرض الكيس المائي ويعتبر العلف المركّز من أهمّ أسباب ظهور هذا المرض في تونس. وأفاد الدكتور عبد القادر عمارة رئيس الجمعية الوطنية للبياطرة بتونس «نحن كأطباء مباشرين للمهنة تبيّنا من خلال اتصال المواطنين أنه على 10 اتصالات هناك 8 منهم اكتشفوا وجود دمامل في (العلوش)» وأضاف ردّا على سؤال «الشروق» حول علامات مرض الدمامل على «العلوش» وعلى الإنسان ونسبة استفحاله ببلادنا أن النسبة تناهز ال10% حاليا مقابل 1% في السابق. وذكر أن مرض الدمامل نوعان الأول خطير وله تأثير كبير على اللحم وهو قليل الانتشار والنوع الثاني أقل خطورة وهو عبارة عن حبّات صغيرة يمكن أن تتواجد بالغدد اللمفوية للرقبة أو الكتف أو «الجيو» وأحيانا في الكبد والرئة. ومن بين الأسباب التي تتسبّب في انتشار مرض الدمامل أفاد أن الجفاف كان من العوامل المؤثرة باعتبار ندرة المراعي ولجوء القطيع إلى أكل النباتات الشوكية. وأفاد الدكتور خالد زروق بيطري وعضو بمنظمة الدفاع عن المستهلك أن السبب الرئيسي هو العلف المركّز ذلك أن القشارة يعمدون قبل العيد بفترة وجيزة إلى وضع مجموعة الخرفان في بيت مظلم وإعطائها العلف بصفة متتالية وهم لا يدركون أن تركيبة الجهاز الهضمي للخروف معرّض لهشاشة الغشاء المخاطي بسبب كثرة الحموضة وبالتالي تتغيّر نوعية الكائنات المجهرية بدخول بكتيريات فدمامل في الأعضاء. تراجع في الكيس المائي أفاد الدكتور خالد زرّوق أن نسبة الكيس المائي تراجعت بصفة واضحة ورغم ذلك يظلّ الحذر متواصل والحملة التي تتصدى لهذا المرض تبلغ هذه السنة عامها 23 ويتسبّب المرض في خسارة ب14 مليار تتوزع على علاج الإنسان وخسارة الثروة الحيوانية. وردّا على سؤال أحد الإعلاميين حول الجهات التي يتكاثر بها المرض أفاد أن ولاية القصرين تحتل المرتبة الأولى وتليها جندوبة والكاف وقفصة وغيرها من الجهات التي يتواجد فيها الكلب والحيوان في آن واحد.. لأن الكلب هو الناقل الأساسي للكيس المائي عن طريق أكله ثم توزيعه في شكل فضلات على الأعشاب والخضر التي تيسّر إصابته للإنسان. ونصح بالغسل الجيد للخضر عن طريق ضخّ الماء بقوّة وليس عن طريق الجفال كما هو معروف. ونصح المستهلك أيضا بالتريث أثناء عملية الشراء للتأكد من صحّة العلوش كما نصح المربين أيضا بالتثبت أثناء الشراء خاصة وأنه يشترى بكميات كبيرة.وأكد أن اللحوم المستوردة سليمة من هذه الأمراض وخضعت لمراقبة مشدّدة قبل التوريد وأثناءه. نصائح وتدخّل الدكتور الطاهر الغربي أخصائي بمعهد التغذية ليبيّن ضرورة ترشيد استهلاك اللحوم خلال أيام العيد لأن هناك بعض أنواع السرطانات ناتجة عن الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء فيما القديد عادة غذائية جيدة وليس فيها أية خطورة. وأكد أيضا على أهمية عملية الطهي لأن لها تأثيرا كبيرا في التقليص من نسبة الدهنيات. حملة تجتمع هذه السنة وخلافا للعادة عديد الهياكل للقيام بحملة ضد الكيس المائي وهي وزارة الصحة العمومية في هيكل إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط والمعهد الوطني للتغذية والجمعية الوطنية للأطباء البياطرة ومنظمة الدفاع عن المستهلك والشركة الوطنية للسكك الحديدية. وتمتدّ الحملة على ثلاثة أيام (111213 جانفي الجاري) بتونس وصفاقس تحت شعار قطار صحي من أجل عيد بدون كيس مائي وينطلق القطار من محطّة تونس حاملا على متنه المسافرين العاديين فيقع تحسيسهم داخل كلّ عربة من طرف أخصائيين في البيطرة والتغذية. حول كيفية معاملة الأضاحي لهدف اقتناء لحوم صحية وتفادي بعض الأمراض حيوانية الأصل وأخطرهنّ الكيس المائي. ويتوقف القطار أربع مرات وينزل المنشطون لإقامة يوم إعلامي بأربع مدن يحضره المواطنون المستهلكون وكذلك أطفال المدارس.