أظهرت وثائق تاريخية نادرة لعائلة المرحوم مصباح الإينوبلي أن جزءا كبيرا من تاريخ جندوبة وأهم شخصياتها كان مهمشا ولم يتناوله المؤرخون وفي ذلك اعتداء على انجازات شخصيات وطمس لتاريخ آن الأوان أن يعترف به وتعرفه الأجيال. هذه الوثائق تحتوي تاريخ الرجل النضالي الكبير الذي لم يكتب عنه التاريخ كلمة حق.
المرحوم السيد الفاضل مصباح الإينوبلي يعرفه أهالي جندوبة على أنه مدير مدرسة ابتدائية متقاعد فحسب وقل وندر أن يعرف أهالي الجهة شخصيته الحقيقية إذ تؤكد الوثائق التي تملك «الشروق» نسخة منها أن السيد مصباح الإينوبلي كان مؤسسا للحركة النقابية بجندوبة صلب الاتحاد العام التونسي للشغل منذ سنة 1946 وهو كذلك نواة للعلم والمعرفة من خلال تأسيسه للمدرسة القرآنية حتى ان إحدى الوثائق التي تم تدوينها تحمل استشارة من طرف أحد شيوخ مدينة نفطة بالجنوب التونسي عندما عزم على بعث مدرسة قرآنية يسأله عن طريقة التدريس وساعاتها وكيفية التعامل مع المتعلمين وكل ما يتعلق بالعملية. كما أن المرحوم مصباح الإينوبلي وإلى جانب أنه مؤسس فهو مناضل في الحركة الوطنية والنقابية منذ أربيعينيات القرن الماضي إضافة لشغله كاتبا عاما للإتحاد الجهوي للفلاحين والجمعية الخيرية ومشاركته الفاعلة في النضال الوطني فقد ساهم بمبالغ مالية هامة وبصفة منتظمة لدعم جبهة التحرير الجزائرية إبان معاركها التحريرية ضد المستعمر الفرنسي إضافة للدعم المعنوي للأشقاء الجزائريين.
كما يعد المرحوم مصباح الإينوبلي أنموذجا يقتدى في التدريس ناهيك أنه من المدرسين التونسيين الأوائل والقلائل بالمدارس زمن الاستعمار الفرنسي وهو في النهاية محطة نضالية تاريخية ساهمت بصفة كبيرة في إنجازات الجهة ولكنه ظل خلال ما يفوق نصف القرن غير معرف به وقد آن الأوان ليكتب تاريخ تونس عامة وجندوبة خاصة اسم الرجل وانجازاتها كأبسط إنصاف للتاريخ.