هذ المشروع جاء بمبادرة من الناشطة في المجتمع المدني فاكية سالم. ويتمثل برنامج عمل نواة الشركة في تكوين النساء في كيفية خياطة الحذاء يدويا حتى تصبح كلّ عاملة قادرة على خياطة الحذاء بمفردها وبجودة عالية، ثم يقع بعد ذلك مدّها بالمواد اللازمة لخياطتها في البيت، وتجنيبها عناء التنقّل الى المصنع.
هذا المشروع وفّر في مدة لم تتجاوز شهرين حوالي 2500 موطن شغل، اضافة الى ذلك فقد عملت صاحبة المشروع السيدة «ايليزبات»، وبعد زيارات ميدانية على فتح مقرات جديدة في كامل معتمدية «السواسي» مثل «سيدي زيد» و«الشحيمات» و«الكساسبة» و«أولاد بوهلال»، لكن هذا المقترح لاقى عوائق عديدة لعلّ أهمّها عدم وجود حوافز وضمانات من شأنها التشجيع على الاستثمار في المنطقة، وكذلك عدم العثور على مقرّ مناسب لمثل هذا المشروع بمقدوره استيعاب الكم الهائل من طالبي الشغل.
وفي هذا الصدد صرّحت السيدة فاكية سالم ل«الشروق» بأنّ هذه المستثمرة تفاجأت بما لقيته من تجاهل تام من طرف السلط المحلية والجهوية لمشروعها القادر على توفير آلاف مواطن الشغل حتى أنّها أصيبت بالاحباط نتيجة غياب الأرضية الملائمة للاستثمار، وعزوف المسؤولين عن تقديم يد المساعدة لها من أجل استكمال فكرتها وتعميمها على كامل جهة المهدية.
وتضيف السيدة فاكية قائلة: «اقناع المستثمرة الألمانية بالانتصاب في مدينة السواسي تطلّب منا مجهودات مضنية وكلفنا الكثير من العناء والتعب في ظلّ ما تشهده البلاد من اعتصامات واضرابات وانفلات أمني، لذا فإني أطالب السلط المحلية والجهوية وعلى رأسها السيد والي المهدية دعم وتوفير الأرضية الملائمة لهذه المستثمرة التي تكبّدت الى حدّ الآن مصاريف باهظة لتركيز مشروعها بصفة قانونية، وذلك من خلال ازالة الحواجز والمعوقات والاحاطة بها، والعمل على توفير مقرات خاصة بهدف انجاح هذا المشروع الذي يعتبر مكسبا هاما لأبناء المنطقة علّه يساهم في خلق حركية وديناميكية اقتصادية في المنطقة التي تعرف بطئا كبيرا في التنمية، وغيابا شبه كلّي للمشاريع الاقتصادية مما عمّق من أزمة البطالة بشكل مفزع خصوصا لدى فئة الشباب».