حضارات الشعوب بتراث اجيالها وما تركه اسلافنا من عادات وتقاليد ومخزون ثقافي وحضاري باعتباره ثروة هامة للمحافظة على هويتنا وعراقة ماضينا هوما يبقى في الذاكرة الجماعية. عاشت دار الثقافة الوردانين شهرا تراثيا متميزا ساهمت في تأثيث فقراته المندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير وجمعية الثقافة والفنون المتوسطية عن طريق نادي الشباب المتوسطي ومدرسة الامل للتربية المختصة بالوردانين.وفي هذا الاطار انتظم معرض للعطورات ومواد التجميل المصنوعة بالمواد الطبيعية من انجاز الفنان محي الدين بن عاشور ومعرض للصور الشمسية لاجمل المواقع المتوسطية من انجاز نادي الشباب المتوسطي ومعرض لانتاجات الاطفال المعاقين وكانت هذه المناسبة فرصة لاكتشاف طاقات ابداعية رهيبة لدى هؤلاء الاطفال في مجال التعامل مع التراث التونسي من فخار ومنسوجات ومفروشات.
كما شهد البرنامج عرضا للازياء التقليدية يجمع بين الاصالة والحداثة ويستمد روحه من التراث التونسي الاصيل فحضرت التخليلة ومريول فضيلة والبرنس والجبة والشاشية والفوطة والبلوزة.كما استمتع الجمهور الغفير الذي واكب هذه التظاهرة بعروض شيقة لفرقة رمزي نوار للعيساوية وعرض بوسعدية الذي اسعد الاطفال بلباسه وحركاته ورقصاته.كما كانت هذه المناسبة فرصة كذلك لاكتشاف مواهب الاطفال المعاقين وقدرتهم على تطويع المواد والاوان داخل ورشة تزويق الفخار والخزف التي نشطتها بامتياز الفنانة حميدة نوار.
عطر التراث فاح ايضا في فضاء دار الثقافة بالوردانين من خلال رائحة المأكولات الشعبية التونسية التي عرضت بالمناسبة: «الكسكسي واللبلابي والفول المدمس وخبز الطابونة والهريسة العربي واللبن وزيت الزيتونة والمقروض والغربيبة».
كما لم تهمل هذه التظاهرة الجانب الفكري حيث قدمت الاستاذة فاطمة عمارة مداخلة حول المخزون الغذائي التونسي : مفهوم العولة لدى العائلة التونسية والمهم ان دار الثقافة بالوردانين ساهمت في ابراز قيمة التراث الشعبي في الذاكرة الشعبية وحافظت بالتالي على النسق المرتفع للحركية الثقافية بالوردانين على امتداد اسبوعين.