يعتبر الجناح الغربي لولاية المهدية من المناطق التي «دام ظلها» على امتداد عقود خلت عششت فيها المعاناة والخصاصة والفقر وادمن فيها الناس الصبر والتحمل إلى حدّ نفذ منه الصبر من صدورهم وخاصة في إقليم السواسي الكبرى بالتعبير الشعبي القديم والذي يمثل اليوم معتمديات السواسي وشربان وهبيرة واولاد الشامخ وهي المناطق التي سئمت طول الانتظار واصبح تعايشها مع الضنك من ابرز ابعاد حياتها ضنكٌ لم يغير من طبيعة اهلنا هناك ولا من اخلاقهم ولا من القيم التي جبلوا عليها فتراهم يتعاملون مع الواقع على مرارته احيانا، ومع الظروف على قسوتها بكثير من الهدوء وكثير من الامل الذي قد تكون المتغيرات في البلاد زادت من توهجه وعلى كل المستويات ومنها الثقافي على غرار هذه الفرصة الجميلة التي عاشتها منطقة اولاد الشامخ بالمناسبة مهرجان الفلكور واحياء التراث في إطار الاحتفال بشهر التراث 2012... هذا المهرجان نظمته دار الثقافة بالتعاون مع الوحدة الثالثة لدار الشباب المتنقلة بالمهدية.. فكانت الفرصة الاولى منذ بداية احداث 14 جانفي التي ولجت فيها الفرحة إلى قلوب الاهالي الذين هبوا نساء ورجالا شيوخا وصبايا لصناعة «محفل» حقيقي صيغت فيه ثنائية «الفن والفرح» أجمل صياغة حيث وعلى وقع الناي والقصبة انطلقت القوافي ووسط الزغاريد علا صهيل الخيل مع تفنن الفرسان في نظم ايقاع الحوافر ذا اللون الملحمي كل ذلك وفق فقرات حدثنا عنها صديقنا الفنان حبيب نصيب بعد ان ناله تعب تنفيذها حيث انطلقت بعرض للفروسية امنته مجموعة الفارس المنصف العابدي عقبه عرض للملابس التقليدية وكانت تلك ابرز انشطة اليوم الأوّل واما اليوم الثاني فخصّص للنشاط الاكاديمي على غرار معرض الصور الفوتوغرافية القديمة لمدينة اولاد الشامخ تحت عنوان «أولاد الشامخ في الذاكرة» وذلك في ذات الفضاء الذي احتضن معرض الالات والاواني والمفروشات التقليدية الخاصة بالجهة على ايقاع فقرات تنشيطية امنتها دار الشباب المتنقلة بالمهدية التي أكرمت المحتفلين بأكلات شعبية متراوحة بين مالح وحار وكانت محور مسابقة اشتدّ فيها التنافس.. هذه الالوان الجميلة اختتمت في اليوم الثالث وبحضور السلطات باعادة لعرض الفروسية ثم بعرض الفنون الشعبية مع الاديب خليفة الدريدي الذي شق صمت المدينة الذي طال بفقرة اهتز لها الجميع «عاري ولابس» لتكون تلك الفقرة اعطر مسك لاجمل ختام...