الشعور بالرضا والتفاؤل والأمل والارتياح هي السّمة الظاهرة يوم أمس على أغلب وجوه وملامح التلاميذ الذين اختبروا في مادة الفلسفة في إطار اجتياز امتحان الباكالوريا (دورة جوان 2012). فقد أظهر العديد من المترشحين من مختلف الشعب العلمية والأدبية «الشروق» أحاسيس بعيدة عن الخوف والتشاؤم فأغلب تلاميذ الاداب اختاروا انجاز الموضوع الثالث وتحليل النص الفلسفي الذي يتحدّث عن العدالة وفسّر التلميذ ناجي حمزاوي (شعبة آداب) هذا التوجه نحو النص قائلا: «النص يحتوي على مفاهيم واضحة ويخوض في مسألة الدولة والعدالة والمجتمع العادل».
وقد توقّعنا انجاز مثل هذه المسائل وتدرّبنا عليها وحضرناها على الوجه الأمثل ولم تخرج عن حدود المتوقع. وتكشف حنان عن أن سبب اختيار الموضوع الثالث يعود الى سهولة المحتوى والأسئلة ووضوح المفاهيم وتقولك «تلاميذ شعبة الاداب وجدوا في النص الاختيار الأسهل والأنسب ويتماشى مع ما تم الاعداد له طوال السنة الدراسية».
أما التلميذة خولة حجاجي (باكالوريا آداب) فقد فضلت الموضوع الاول (هل تقوم الهوية على التماثل أم على الاختلاف»). وفسّرت ذلك قائلة: «تدربنا في الفصل على انجاز مثل هذه المواضيع ولذلك أشعر أنني أحسنت الاختيار». أما الموضوع الثاني فإنه بدا لي غامضا وغير واضح ولم أتوقع أن يتم ادراجه ضمن هذه الدورة. وفي الشعب العلمية والاقتصادية أظهر التلاميذ مشاعر الارتياح.
فالتلميذ أيوب العابد الذي يدرس شعبة علوم تجريبية قال: وقع اختياري على الموضوع الثاني لأنه الأسهل والأكثر وضوحا. كما فسّر التلميذ اسكندر معاوي سبب تفضيله للموضوع الثاني قائلا: «أغلب التلاميذ في الشعب العلمية كانوا يتوقعون ورود مثل هذا الاختبار في الدورة الرئيسية لذلك أعددنا له كما ينبغي وفي كلمةلم نتفاجأ بهذا الموضوع».
أما التلميذة وئام برباح فقد أكدت ان اختيارها للموضوع الثاني كان بسبب محتواه الذي يصب في خانة مفاهيم الدولة والسياسة والمواطنة والتي لا تختلف في شيء عن واقعنا المعاش وحاولت توظيف الوضع السياسي الراهن والاستفادة منه في الامتحان. ويشير حُسام الدين (شعبة رياضيات): «لا توجد مفاجآت كل المواضيع في المتناول ولم تخرج عن حدود ما هو متوقّع ولقد قمنا بانجاز فروض مشابهة وسط السنة الدراسية».
وبمثل هذا التفاؤل والشعور بالارتياح قالت التلميذة مروى التي تدرس في شعبة اقتصاد وتصرّف «كل المواضيع التي تم طرحها في الاختبار كانت متوقّعة ما عدا النص الفلسفي الذي تحدّث عن النمذجة أصاب التلاميذ بالاحباط وتناوله بدا صعبا ومفاهيمه غير واضحة».
وأظهر الاستاذ الازهر الشعباني الذي يدرّس مادة الفلسفة رضاه بالامتحان قائلا: «اجمالا المواضيع في متناول كل التلاميذ في مختلف الشعب العلمية والاقتصادية والآداب ولكن الاشكال يكمن في أن بعض المواضيع أعيد طرحها مثل الخصوصية الكونية ولم يتوقع التلاميذ أن يتم طرحها هذه السنة. كما أن موضوع «النمذجة» ليس في متناول كل تلاميذ الشعب العلمية والاقتصادية.
النهضة داخل القاعات!
أغلب الذين تحدثت معهم الشروق حول ظروف سير الامتحان أشادوا بالتنظيم والاجراءات الامنية ولكنهم بالمقابل تفاجأوا ببعض التصرّفات التي قامت بها بعض المكاتب المحلية المحسوبة على حركة النهضة التي حرصت على تقديم معلقات صغيرة هي في الظاهر هدية لكن في الباطن مجرد أسلوب اشهاري وأكد التلاميذ أنهم يشعرون بالتذمّر لأنه لا يجوز استغلال مثل هذه الظروف التي يعيش فيها التلاميذ تحت هاجس الخوف والترقب لانجاز الاختبار وتأتي حركة أو حزب للقيام بحملة انتخابية وسط مؤسسة تربوية وفي بعض الأساتذة استنكروا مثل هذه الأساليب.