أصبحت أشك في أن سليم الرياحي جالس فوق بئر من النفط فالرجل حك رأسه وأعلن عن انجاز مشروع ضخم في الشمال بقيمة 600 مليار وهو مبلغ ضخم لا تدفعه عادة الا الدول الكبرى أو تلك التي تتحكم في احتياطات ضخمة من البترول والغاز. منذ أن عاد الرياحي الى تونس قادما من عاصمة الضباب لندن رافعا شعاره المعروف «توة» لاحقته الاشاعات والاتهامات وتوزعت احيانا بين من يقول أنه يدير جزءا من ثروة القذافي الى القائلين بأنه ملك العقارات في ليبيا أما رجال السياسة فحاصروه بجيوشهم الاليكترونية سعيا الى تشويه هذا الخصم الذي لا يملك التجربة لكنه يملك المال والقدرة على استعمال الدعاية واستقطاب الراغبين في الربح السريع.
سياسيا لم ينجح الرياحي في المرحلة الماضية وقد ينجح لاحقا والى أن يحين موعد انتخابات 2013 ها هو الرياحي يطل علينا من حديقة الافريقي في ثوب الرئيس المنتظر خلفا لجمال العتروس الذي جاءت به الثورة على «المخزن» ولم يكن في مستوى الآمال والتطلعات... الرياحي وعد باصلاح حديقة فريق الشعب وتوفير امكانات ضخمة وإعادة يحيى والسويسي والتجديد للذوادي كما فاوض الدراجي وأعلن عن استعداده «لوضع الباكو» من أجل تمكين الافريقي من لعب دوره الريادي محليا وقاريا.
هي وعود براقة ومغرية جدا تحمس لها أنصار النادي ولا ندري هل أنها ستتحقق أم أن الرجل قال كلاما كسلفه وسينسى ما قاله مباشرة بعد الجلسة العامة أي عندما يصبح رئيسا لواحد من أكبر الأندية شعبية في تونس وافريقيا.
الخوف كل الخوف من أن تكون رئاسة الافريقي مطية سياسية لا أكثر ولا أقل أي جزءا من الآلة الدعائية لحزب «توة» الذي يطمح الى افتكاك موقع في خارطة التوازنات السياسية.
في كل الاحوال يبقى الافريقي في حاجة ملحة الى أموال سليم الرياحي وكافة المدعمين من أبناء النادي فما حك جلدك مثل ظفرك كما يقال ونعني أنه في غياب الدعم الكلاسيكي المتأتي من الدولة وإداراتها المختلفة أو تراجعه أصبح الرهان واضحا على رأس المال وعلى رجال الاندية الكبرى لتحمل المسؤولية ولعل هذا ما حدث في النجم الساحلي فالدولة التي شاهدت الفريق يغرق تحت قيادة الرئيس البرشلوني حافظ حميد انتظرت تحرك أبناء الفريق ورموزه لانقاذ الموقف وهذا ما حدث في النهاية... لقد تغير الزمن مثلما يتضح وخرجت الكرة من جبة السياسة.