المرافق الأساسية في معتمدية العلا والمشاريع الاستثمارية غائبة...والحل في تشريك أبناء الجهة في مشاريع التنمية. هذا محور ما جاء في الزيارة الميدانية التي أداها والي القيروان في زيارته الثالثة في شهر واحد. نائب المجلس التأسيسي نزار المخلوفي وجل الإطارات الجهوية رافقت الوالي مع تعزيز امني. كانت مطالب المواطنين كبيرة. واعتبر اللقاء بين المواطنين والمسؤول الاول في الجهة في زيارته الثانية في اقل من شهر، لقاء مصالحة حسب تعبير الطرفين. من خلال ما تم تقديمه من مشاريع متواصلة وجديدة لسنة 2012 تخص تزويد «المعازيم» و»أولاد عمر» و«أولاد يوسف» بالماء الصالح للشرب وكهربة البئر العميقة في القطار وبناء محطة ضخ بالقطيرات وانجاز بئر عميقة بالقطار 2 والإذن بدراسة إمكانية توسعة 50 هك لضم مساحات أخرى للمناطق السقوية وغيرها من المشاريع التي اعتبرها أبناء الجهة مرافق حياتية عادية. وطالبوا الوالي بأحقيتهم في نصيبهم من التنمية في الجهة وتساءلوا عن سبب تغييبهم وتهميشهم ورفضهم لما تم ضخه من اعتمادات لفائدة الجهة.
بنية أساسية هشة
قدم أهالي معتمدية العلا قائمة طويلة حول مشاغل الجهة انطلاقا من شعورهم بالظلم والفقر والتهميش. واكد بعضهم ان أغلب المواطنين فضل النزوح من المعتمدية نظرا لانعدام المرافق الحياتية. وقد بلغ عدد المعطلين عن العمل والحاملين لشهائد عليا 1365 عاطلا عن العمل يأملون في إقامة مشاريع بالجهة ذات قدرة تشغيلية. إلا أن غياب الأراضي الدولية أعاق الاستثمار . وقد أشار رئيس النيابة الخصوصية لبلدية العلا بأنه بصدد التدخل لإتمام إجراءات المعاوضة مع الوكالة الصناعية فيما يخص تهيئة المنطقة الصناعية، كما تمت الإشارة إلى البنية التحتية وما تحويه من طرقات رديئة (الوسلاتية العلا) وافتقارها إلى مسالك فلاحيه والعمل على مقاومة ظاهرة الانجراف بالمنطقة. ودعوا الى فتح الطرقات نحو مدينة الكاف والقصرين من اجل فك عزلتها وبعث ديناميكية بالجهة. كما طالب الأهالي بتحديث تجهيزات المستشفى والإطار الطبي وشبه الطبي والإحاطة بوضعية المعوقين في الجهة. وقد تم خلال اللقاء عرض لعديد المطالب الفئوية الشخصية.
خطة تنموية
وأكد والي القيروان أن جملة المشاريع التي تمت برمجتها ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2012 لا تستجيب لطموحات أهالي العلا وأن سنوات التهميش لا بد من القطع معها ولكن معالجتها لا تتم في سنة أو سنتين، وقال أن العلا تعد من أفقر المعتمديات وزيارته لها في 3 مناسبات خير دليل على ذلك. وقد دعا إلى تكوين لجنة محلية موسعة ممثلة من كل العمادات ومكونات المجتمع المدني تكون مستقلة وذات طابع تشاوري لها كل الصلاحيات ببرمجة خطة تنموية واضحة في العلا ابتداء من شهر جوان وذلك قصد عرضها في الميزانية الخاصة ب2013 ورأى أن التفكير في تدعيم البنية الأساسية لهذه المنطقة أمر ضروري لفتح آفاق الاستثمار بالجهة كما أن مسألة انشغاله بالماء الصالح للشراب مسألة حياتية ضرورية تضمن انطلاقة صحيحة.
أما في ما يخص قضية التشغيل فهي أوكد القضايا التي قامت من أجلها الثورة ولا بد من ضرورة التفكير الجدي في استبدال آليات جدية تضمن كرامة المواطن وتقطع مع الآليات الهشة التي أثبتت عدم جدواها، كما تعهد الوالي بمعالجة فساد ملف الحضائر وكل ملف ثبتت إدانته.
زيارات ميدانية
تمت زيارة المسلك الفلاحي المؤدي إلى منطقة الوسالتية (قرابة 400 عائلة) الذي كان موحلا وغرقت فيه بعض السيارات وقد تم التنسيق مع إدارة المحافظة على المياه والتربة «SOS» للتدخل وقتيا لحين استكمال الدراسة من طرف التجهيز. كما تمت زيارة معمل المرقوم المتوقف ومشروع المعهد المعطل والاطلاع على انجاز طريق العين البيضاء كما تمت زيارة قرية الوسالتية التي تعاني من سوء احوال المسلك الفلاحي الذي يطالبون بتعبيده.
إرادة صادقة وتوزيع عادل ومصارحة مع المواطن وتشريكه وفرض هيبة الدولة بالإقناع والحوار البناء وتكريس الأمن عند محاولة قطع الطرقات وذلك من أجل تأسيس البلاد لمرحلة جديدة. هذا ما تمت مناقشته ايضا. فمتى تصبح معتمدية العلا في «العلالي خاصة وانها ثرية وغنية بالموارد الطبيعية والفلاحية ومواطن الاستثمار كما يقول أبناؤها.