في وقت دخلت فيه بطولتنا منعرجها الحاسم وارتفعت حمى الحسابات وأصبحت النقطة فيها بألف حساب، تغيرت عقلية المسؤولين من التفكير في واقع الميدان إلى البحث عن ثغرات القوانين أو طرق سبل كفيلة بضمان نقاط الفوز...نقول هذا الكلام بعد أن تعددت الاحترازات والإثارات وكأننا ابتعدنا عن الكرة لندخل عالما آخر يعمل فيه الفكر أكثر من الأقدام. فالملعب التونسي قدم إثارة ضد النادي الافريقي وكسبها مبدئيا ومستقبل قابس على خطاه يسير وغير بعيد عن الإثارة الفنية هناك إثارة أخرى تعرفها بعض الأندية على غرار اختيار الملعب الذي يضمن نقاط الفوز للمضيف وهذه الضمانات لا تتحقق إلا بالتهديد والوعيد فكل فريق يلعب على ميدانه بإمكانه منحه نقاط الفوز لأنها إن لم تأت بالأقدام فهي مضمونة بلغة التهديد وترهيب الحكام....كنا نعتقد أن مثل هذه الممارسات حالات شاذة والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه، وكنا ندرك أيضا أن هذه الممارسات اقتصرت على جهات معينة صنفها البعض منها المناطق السوداء وأن العاصمة ملقحة ضد هذا الداء، ولكن العدوى تسربت أو حاول البعض تسريبها لتصبح بعض أندية العاصمة لا ترغب في اللعب في الملاعب التي اعتادت اللعب فيها وما فعله نادي حمام الأنف مؤخرا يؤكد أن الأمور بدأت تخرج عن سيطرة الرابطة والجامعة فرغم شغور ملعب المنزه تمسك فريق «الهمهاما» باللعب في بن عروس بمناسبة لقائه القادم ضد النادي البنزرتي وكأنه يوجه رسالة للمسؤولين على كرة القدم مفادها أن من فاز بقوة التهديد والترهيب ليس إلا على حسابه ذخيرة نقاطه في أسفل الترتيب لذلك حاول العمل بالمثل القائل «أعمل كيف جارك وإلا حول باب دارك».