بحكم موقعها ، كانت مدينة المحرس منذ أوائل الستينيات وحتى نهاية القرن الماضي قبلة طالبي العلم من مختلف الجهات المجاورة ومعتمديات ولاية صفاقس كالصخيرة والمحرس وبئر علي ومنزل شاكر، وعقارب، وكان معهد علي بورقيبة بالمحرس يجمع تلاميذ هذه المناطق أغلبهم من المقيمين بمبيت هذه المؤسسة العريقة، وقد تخرجت على يد أساتذة مروا بالمعهد أجيال كثيرة، وكفاءات ساهمت في بناء تونس الأمس في شتى الميادين ومختلف الاختصاصات. ومع تقدم الأيام انتشرت المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بهذه المعتمديات واقتصر معهد علي بورقيبة على أبناء المدينة لكن اللافت للنظر أن الجميع كان يتوقع أن يتطور النشاط التربوي بالجهة نحو إنشاء قطب جامعي يستوعب العدد الهائل لطلبة الجهات والذي يعد بالآلاف حتى تتحقق عديد الأهداف لمختلف الأطراف : أولها خلق موارد شغل لعديد أبناء المحرس بالإضافة إلى تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية كنتيجة لتوافد الطلبة من أبناء الصخيرة والغريبة والمحرس وغيرها من المعتمديات المجاورة التي لا يبعد أغلبها أكثر من خمسين كيلومتر عن المحرس.
إن القطب الجامعي الافتراضي قد يساهم كذلك في تخفيف العبء على العائلات التي تعاني من مصاريف الدراسة الجامعية وظروف الإقامة الصعبة لا سيما إذا تعلق الأمر ببعض العائلات التي تتحمل مصاريف أكثر من طالب واحد.
المحرس كانت ولا تزال فضاءا مهما وملائما لبعث قطب جامعي في مستقبل الأيام بعد خمسين عاما على إنشاء مؤسسة عريقة مثلت قبلة آلاف التلاميذ وقد حان الوقت لانجاز المشروع فما هو رأي أصحاب القرار.