لم ينطفئ بعد الحريق في مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة حتى اندلع حريق جديد في مقر اتحاد الشغل ببنقردان.هذه الأعتداءات المتكررة تطرح العديد من الأسئلة الحارقة من يستهدف الإتحاد ولماذا ؟ يوم أمس لم يكن يوما عاديا في مقر المركزية النقابية حيث التقى عدد من النقابيين وكوادر الاتحاد مستغربين مما يحدث ولكن هذه المرة امتنعوا عن التنديد وعن الاستنكار فهذه المعاني مايعد لها معني أمام موجة العنف التي تجتاح البلاد.
بالأمس ظهرا التقى الأمين العام حسين العباسي رئيس الحكومة حمادي الجبالي وقبل هذا اللقاء جرى لقاءان مع مستشار رئيس الحكومة الذي حضر الى مكتب العباسي بساحة محمد علي للتشاور والتنسيق قبل اللقاء الذي ستوجه فيه رسائل واضحة وهي ان على الحكومة وعلى السلطة القائمة ان تتحمل مسؤولياتها كاملة في المحافظة على أمن المواطن وأمن البلاد.
رسالة ما حدث من حرق لمقرات الاتحاد العام التونسي للشغل كان رسالة واضحة من المنفذ ومن المعتدي الى الاتحاد.. والنقابيون فهموا الرسالة بصرف النظر عن الجهة التي اعتدت والتي أحرقت مقار الاتحاد.. رسالة الحرق تؤكد ان هدف المعتدي هو ضرب الاتحاد وتحديد دوره وحجمه داخل المجتمع ومهما كانت طبيعة المعتدي فإن هدفه واضح وهنا نسأل اذا كان السلفيون هم المتهمون فما علاقة هؤلاء بالعمل النقابي؟ هؤلاء لهم أطروحات أخرى ولهم أهداف أخرى ثم لماذا لا تكون هناك أطرف أخرى هدفها ضرب الاتحاد.
خطاب
قد نسمع اليوم بعد لقاء الأمين العام برئيس الحكومة ان الاتحاد هو شريك فاعل وأن الحكومة لا تقبل بالعنف ولن تقبل بحرق مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل لكن هذا الكلام وهذا الخطاب لن يكون نافعا وعمليات العنف تتواصل..
لم يشهد الاتحاد العام التونسي للشغل مثل هذه الحدة والشدة من العنف حتى في أزمات 1978 و1984 عمليات الحرق بدأت وانطلقت سابقا في احدى معتمديات ولاية القصرين ثم جندوبة ثم بن قردان إضافة الى الاستفزازات والتهديدات اليومية.
نسأل لمصلحة من كل هذا العنف المسلط على الاتحاد العام التونسي للشغل لمصلحة من الاعتداء على النقابيين ولمصلحة من ضرب العمل النقابي في تونس البلد العريق في التقاليد النقابية؟
مهما كان الطرف الذي اعتدى وخرب وأحرق ومهما كانت طبيعة انتمائه ومهما كانت أهدافه وغاياته فإنه لن يكون رابحا اذا ضرب العمل النقابي في تونس ولن يكون من الفائزين إذا واصل حرق المقرات وواصل عمليات التخريب..
أزمات
قوة الاتحاد العام التونسي للشغل انه على مر تاريخه خرج منتصرا من كل الأزمات التي عاشها... خرج منتصرا لأنه جزء من تاريخ كل التونسيين ومن تاريخ هذه الدولة والاعتداء عليه هو اعتداء على كل المجتمع وعلى تاريخ نضالي كبير.. الأزمة الجديدة ستزيد من وحدة النقابيين وستزيد التفافهم حول اتحادهم.
رسوم
لابدّ لنا ان نسأل عندما يكون سبب الاحتجاجات وسبب كل هذا العنف هو معرض الصور والرسوم فما علاقة اتحاد الشغل بالرسوم وبهذا المعرض... هذا هو اللغز الذي يجب كشفه وحله..