توافد صباح اليوم الثلاثاء عدد كبير من المواطنين من أطفال وشباب وكهول وبحضور أمني مكثّف وعدد من المناضلين والمجتمع المدني وعدد من الأحزاب على ساحة محمد علي الحامي لينطلقوا بعد ذلك في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة احتفالا بعيد الشغل. ورفع خلال المسيرات التي كانت سلمية عدد من الشعارات التي تنصّ على استحقاقية التشغيل وتنادي بالحرية والكرامة. وحضرت جمعية المواطنة لتفعيل الديمقراطية والذين رفعوا شعار "ياحكومة عار عار الأسعار شعلت نار". أمّا اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل فقد نادوا ب"الشغل حرية كرامة وطنية". من جهته، رفعت شبكة دستورنا لوحات كتب على بعض منها "مطالب الشعب شغل حرية كرامة وطنية وأداء الحكومة يساوي 0.0000". وأكّد الاتحاد العام التونسي للشغل في شعاراته على أنّ "الاتحاد التونسي للجميع معا أنجزنا الثورة معا نبني الدولة". وحضر هذه المسيرة عدد من ممثلي المنظمات الدولية مساندة منهم للشعب التونسي ولمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل في احتفاله بهذه الذكرى. العباسي لن يصمت وإثر تحية العلم على الساعة العاشرة صباحا، ألقى حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل كلمة أكّد فيها أنّ الاتحاد لن يقبل بالاستبداد ولن يصمت على أي ممارسة قد تستأثر من الاتحاد ورموزه. كما دعا العباسي إلى "ضرورة رفع اليد على المنظمة الشغيلة والابتعاد عن إلحاق الأذى بمقراتها والقدح في رموزها والتشكيك في مصداقيتها". وأبرز العباسي أهمية هذه المناسبة التي تكتسي الاحتفالات بها شكلا جديدا بعد أن أطاح الشعب التونسي بنظام الاستبداد والفساد وبعد صمود الاتحاد أمام القوى التي عملت على إضعافه. ودعا العباسي خلال الكلمة التي ألقاها "عمّال تونس الأحرار" إلى أن يكون العمل النقابي مستقلا مؤكّدا أنّه "لن يسير وراء أيّ أحد مهما كان". وبيّن العباسي "أهمية التمسّك بتحقيق العدالة الديمقراطية" مبرزا أنّ "العمّال هم أوّل ضحايا الاستبداد والتهميش والإقصاء ممّا خلّف الاحتقار وحقق الثورة المجيدة". وهنا تعالت أصوات المئات من المشاركين في المسيرة هاتفين "باسم العمّال والفلاح سنواصل الكفاح". تحقيق عزّة تونس من جهة أخرى، شدّد حسين العبّاسي في خطابه على ضرورة "مواصلة المساءلة وعلى التضامن من أجل عزّة تونس والتونسيين". كما أكّد العباسي على ضرورة رفع اليد عن مضايقة الإعلام والإعلاميين والكفّ عن التعدّي على الصحفيين". و قد تفاعل الحاضرون مع الكلمة التي قالها حسين العباسي منادين "الشعب يريد حرية الإعلام". وأعلن العباسي أنّه "لامجال لمصادرة أهداف الثورة" مضيفا أنّ "الاتحاد يرفض استخدام الأهداف لأجندات معينة" وأنّ "الأجندة الوحيدة هي التي رسمتها الثورة". كما أكّد أنّ "الاتحاد لن يترك أعداء الثورة ولن يستسلم لدعاة التكفير من أجل الحدّ من الفتنة" حيث أنّ الاتحاد سيقف أمام كلّ محاولات استفزاز الإعلام العمومي". وقال العباسي أنّه "لا أحد سيثنيه عن مقاومة المناولة". وفيما يتعلّق بالاتفاقيات مع الحكومة قال العبّاسي أنّ الاتحاد قد تمكّن مع الحكومة الانتقالية من المصادقة على الاتفاقيات 144 و151 و154 وسيواصل من أجل المصادقة على الاتفاقية 183 ". وفي نفس السياق، أبرز أنّ "الاتحاد العام التونسي للشغل سيعمل على تحسين المقدرة الشرائية في ظرف صعب وفي ظلّ حكومة تعجز على السيطرة على ارتفاع الأسعار". رسائل العباسي ودعا حسين العباسي "الحكومة والأحزاب والمجتمع المدني إلى تثمين المصلحة العليا للبلاد وترك الإيديولوجيات جانبا واستكمال مسار الحرية". كما دعا العباسي المجلس الوطني التأسيسي إلى "ضرورة التسريع في تقديم دستور وإحداث هيئة عليا للانتخابات". كما وجّه العباسي خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بالعيد العالمي للشغل رسالة إلى الحكومة مفادها أن "تباشر الحكومة المؤقتة دون تردّد مهمّة توفير مواطن الشغل وتحقيق التنمية في الجهات الداخلية". أمّا المعارضة فقد دعاها العباسي إلى أن "تتخلّى عن سلبيتها وأن تبحث بجدية لمدّ قنوات التواصل فيما بينها ومع الحكومة من أجل تونس".