لماذا هاج «السلفيّون» وماجوا بدعوى حماية المقدسات ونصرة للرسول الأكرم رغم أن اللوحة محل الاحتجاج لم تكن موجودة أصلا في قصر العبدلية الذي احتضن مهرجان ربيع الفنون؟ ومن نفخ في النار؟ وأي دور لعدل التنفيذ محمد علي بوعزيز الذي عاين المعرض؟ فقد قال عدل التنفيذ في تقريره أن هناك اعتداء على الذات الإلهية في تأجيج وتجييش الناس خاصة وأنه اعترف بذهابه إلى أحد المساجد لإعلام المصلين بما يحدث في قصر العبدلية وهل يمكن محاسبته عن تقرير المعاينة الذي كتبه والذي سيكون حجة لتقديم القضية العدلية التي قال إنه سيرفعها؟
وهل كان يقصد اللوحة التي تحمل كلمة «سبحان الله» مكتوبة بالنمل؟ وهل يمكن القول أن كل ما حدث من حرق وتخريب بني على معلومات خاطئة وإشاعات تبناها حتى بعض المسؤولين الرسميين؟ ولماذا حصل ما حصل في آخر يوم من المعرض الذي امتد على عشرة أيام كاملة؟وما جدوى هذه المسيرات التي ستنظم اليوم والتي دعا إليها السلفيّون وحزب النهضة على لسان رئيسه راشد الغنوشي مادام الاعتداء غير موجود؟
عدل المنفذ يدعو لنصرة الإسلام!
وقد يكون ما أورده العدل المنفذ محمد علي بوعزيز على صفحته في «الفايس بوك» أشعل الفتنة خاصة وقد كتب «في المرسى اعتداء على الذات الإلهية وتطاول على المقدسات الدينية والإسلامية ، معرض للصور الفنية بقصر العبدلية بالمرسى منذ قرابة أسبوع بترخيص من وزارة الثقافة يحتوي على بعض اللوحات التي تتضمن اعتداء على الأخلاق الحميدة وتمسّ بالمقدسات الإسلامية وكل ذلك باسم حرية التعبير دعوة لإخوة الإسلام للحضور بكثافة في وقفة احتجاجية أمام قصر العبدلية بالمرسى يوم الأحد 10 جوان 2012 على الساعة السادسة مساء للمطالبة بإزالة هذه اللوحات من مكان المعرض أخوكم في الإسلام محمد علي بوعزيز».
الوزراء يروجون الإشاعات
وفي المقابل يقول عمر الغدامسي كاتب عام نقابة مهن الفنون التشكيلية أن الصور التي صعدت وتيرة الغضب لا وجود لها في المعرض وطالب وزير الثقافة المهدي مبروك توضيح موقفه مما عرض في قصر العبدلية وإبراز مواطن المسّ من المقدسات مثلما ذكر في ندوة صحفية مضيفا أن الوزير بصدد طرح نظريات خاطئة حول الفن متهما وزراء حقوق الانسان والشؤون الدينية والثقافة والداخلية بترويج الإشاعات وببناء مواقف على معلومات باطلة تحمل مسؤولية ما يحدث في البلاد لهم وقال الغدامسي أن وزارة الثقافة تريد فرض تصور جديد للفن متهما إياها بالتواطؤ مع جمعيات كانت تابعة للنظام السابق على غرار اتحاد الفنانين التشكيليين حسب تصريحه ومن جهتها اتهمت عضو بجمعية ربيع الفنون الإعلام بتأجيج الأوضاع إذ قام بنقل الأحداث بشكل خاطئ ومغالط للرأي العام وذكرت أن بعض اللوحات لا وجود لها أصلا في المعرض في حين أوردت بعض وسائل الاعلام أنها موجودة. ويبقى الشارع التونسي في حالة احتقان إلى أن يجد إجابات حقيقية لأسئلة محيّرة حول ما يحدث اليوم، ولصالح من؟