لا أحد بإمكانه اليوم أن ينكر موجة الإنفلات الأمني التي تضرب مناطق مختلفة من الجمهورية، ومدينة المحرس لا تمثل إستثناء في كل هذا الخضم، لذلك نظم الأهالي مساء الثلاثاء وقفة إحتجاجية أمام مقر المعتمدية مطالبين بالأمن. وقد تجمهر نحو 400 شخص من السكان من مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية استنكارا لما أصبحت تعيشه المدينة من تجاوزات باتت تقض مضاجعهم وتهدد هدوء هذه المنطقة الساحلية الجميلة إذ عمدت مجموعة من الشباب وفي أوقات مختلفة إلى محاولة إبتزاز التجار وأصحاب المحلات الخاصة بطلب معلوم مقابل تقديم خدمات حراسة وهمية تحت التهدئة لم يطلبها منهم أحد إدعاءا منهم لانتشار موجة من السرقات في المدينة.
كما أحتج الأهالي على التجاء مجموعة من الشبان إقامة حواجز ترابية على شاطئ الشفار منعا لكل المصطافين من المرور إلى الشاطئ إلا بمعلوم على مأوى وهمي للسيارات في عملية مرفقة بتهديد ووعيد من مغبة مخالفة هذه الإملاءات.
وأمام هذا التدهور الأمني الناجم عن أعمال «البلطجة» التي تحتكم لقانون الغاب، وتستخف بقوانين الدولة، فإن آلاف المواطنين من عمالنا بالخارج عبروا عن إحجامهم عن العودة إلى أرض الوطن في هذه الصائفة خوفا من تبعات هذا الوضع، ولا يخفى على الجميع ما يوفره هؤلاء المهاجرون من عملة صعبة وقدرة على تحريك الحياة التجارية والإقتصادية للمنطقة وللوطن عموما.
وإلى جانب كل هذه المشاكل المستحدثة ،إحتج المواطنون ككل صائفة على تقطع عملية تزويد المدينة بالمياه الصالحة للشرب في ذروة الإستهلاك الصيفي وما يخلف حالات إحتقان متواصلة وقد لخص المحتجون مطالبهم في إحداث منطقة أمن عمومي وإزالة المآوي الغير قانونية بمنطقة الشفار الشاطئ وإحداث إقليم جهوي لشركة استغلال وتوزيع المياه بالمنطقة للاستجابة الى حاجيات المنطقة.