يبدو أن مسؤولي الأندية التونسية لا علاقة لهم بما يحدث في البلاد وكأنهم يعيشون على كوكب آخر فهؤلاء المسؤولون لم يكفهم انهم افسدوا كرة القدم بسياساتهم التسييرية التي لا تستند الى أي سياسة الا العشوائية والاعتباط وإثارة المشاكل وتغذية النعرات وكل ما له صلة بصب الزيت على النار ليزيدوا من مشاكل تونس المالية وما حدث بين النادي الافريقي والترجي من صراعات حول انتداب عبد المؤمن جابو دليل وزيادة على ذلك فكيف لمسؤول تربطه ببلاده أواصر حتى في حجم «شعرة معاوية» أن يدفع مليارات المليمات في سبيل لاعب قد يضيف وقد لا يضيف بدعوى عدم تأقلمه أو مروره بفترة فراغ أو اشتياقه لعائلته وصحبته وسائر أبناء حومته؟! حقيقة مع احترامي لهؤلاء المسؤولين أريد أن أسألهم هل من المسؤولية في شيء دفع المليارات للاعب لن يجلب لنا في كل الاحوال كأس العالم للاندية وحتى إن جلبها لنا وكان خارقا للعادة و«سوبرمان» الملاعب. ماذا ستضيف هذه الألقاب لبلد قرابة 20٪ من شبابه عاطلون عن العمل ونسبة هامة من شعبه تتصارع مع الفقر؟ أي عقل هذا يشرع سكب المليارات تحت قدمي لاعب في وقت ينظر فيه آلاف المعطلين من العمل من أصحاب الشهائد بأعين دامعة الى شهائدهم التي أصبحت بالفعل مجرد «حبر على ورق»؟ وهل ننتظر ان تعقد الدولة ندوة بعنوان «الى أين هذا» بعد ندوة «من أين لك هذا» حتى نرشد نفقاتنا ونحسن التصرف في أموالنا؟ وهل أن خدمة الرياضة وسيلة لهدم الاقتصاد لأنه حين ننفق المليارات على لاعب ولا ننفقها في تشييد معامل أو بعث مؤسسات تصبح هذه الرياضة العدوة الاولى للاقتصاد؟ قديما قال آباؤنا الذين يعرفون جيدا كيف ينفقون أموالهم في ما ينفع أن «الماء اللي ماش للسدرة الزيتونة أولى به» فهل ان آباءنا خلفوا خلفا أضاعوا الأموال وأفسدوا الأعمال حتى تصبح عندهم «السدرة» اهم من «الزيتونة»؟!