ما تزال آليات تطوير العمل الثقافي بجهة بنزرت محل جدل لا سيما إزاء ما تم استشعاره من عدم مشاركة هامة للمبدعين على مدار الندوة التنموية الخاصة بقطاع الثقافة خلال الفترة الفارطة هذا فضلا عن تأخر الاعلان عن الملامح الكبرى للمهرجانات الصيفية. «الشروق» أثارت مثل هذه الإشكاليات مع خبراء ومهتمين وهواة واكادميين حول أفاق تطوير العمل الثقافي بربوع الجهة.ولاحظ الباحث في الاثروبولوجيا الأستاذ «عماد صولة» انه إذا ما اعتمدنا المنظور الاثروبولوجي للثقافة والذي يعرفها أنها كل ما يضاف للطبيعة فإننا لا نتصور أية مجموعة بشرية بإمكانها ان تعيش دون ثقافة. معتبرا أن القطيعة اليوم مابين الأنماط والممارسات التقليدية المرتبطة بالثقافة الشعبية والمتغيرات والمنتجات والمعارف والفنون هي جوهر أزمة الثقافة في مجتمعنا. وتابع انه إذا ما طبقنا هذا التوصيف على الواقع الثقافي بالجهة وجدنا أن الخارطة الثقافية الرسمية المشكلة خاضعة للبيروقراطية بامتياز كما أن المتدخلين المباشرين في الشأن الثقافي يحملون صفة إدارية وآخرون من يحظى بالاعتراف. وعن أفاق المعالجة والتطوير أوضح أنه يجب أن يتم دراسة ومحاولات فهم طبيعة الخصوصيات الانثربولوجية والخلفيات التاريخية لأن الإشكال في الرؤى أكثر منه البرامج ووسائل وإمكانات العمل وذلك لا يتم إلا بفضل مناقشات موسعة. كما انه لإنجاح المحطات الثقافية يجب العمل بمقياس هوية كل مهرجان مع مصالحة مع الفضاء العام الطلق وذلك بدراسات مسبقة لكل من المخزون الثقافي وتكريس في الأثناء الإشراف الديمقراطي والشفاف بعيدا عن الطابع الرسمي الموغل في الإداري. هذا ولاحظ الشاعر الباحث في مجال الحضارة: «مكي الهمامي» ان كل الرجاء تجاوز المهرجانات ماهو مألوف بتقديم عروض ترتقي بالفعل بالذوق العام فضلا عن الانفتاح على التعبيرات الفنية.ومدى تأثير الدعم على تطوير الفعل الثقافي وحفز المبادرات لدى الفرق والمبدين مثل من المواضيع التي تباينت ازاءها الآراء الثقافية ويقول لا محرز خليل عن جمعية «شيوخ المالوف» ببنزرت ان تطوير الحياة الثقافية مرتبط بمن يمارسون الفن والمبادرات بمعزل عن الدعم من عدمه وانه من المطلوب مزيد انفتاح الهيكل المعني على احتياجات الفرق. ووصف انه من غير المعقول عدم ضبط الى حد الساعة طبيعة هيئة المهرجان الدولي ولابد من فتح استشارة شاملة وتحديد على وجه الدقة الإشكاليات. وانه من الضروري ضبط البرمجة وفق الخصوصيات الفنية والتراثية الكبرى بعيدا عن تشتيت الجهود في اكثر من 22 مهرجان. وعن المسالة أفاد الدكتور «محمد علي الميساوي» جامعي في اللغة والآداب العربية أن تطوير العمل الثقافي رهين إعادة هيكلة وإيجاد جهات ومرجعيات واضحة إزاء الإعلام وتنظيم اللقاءات مع المبدعين وذلك للابتعاد عن الممارسات الشعباوية. وأشار المسرحي «رضوان الهذلي» ان من آليات تطوير العمل الثقافي تكثيف الدعم والإحاطة وهذا ما يطرح موضوعا ذا صلة بمركزية الحراك الثقافي المرتبط أساسا بالعاصمة وانه من منطق العدالة النظر في مثل هذه المسائل التي قد تتعلق بتفاوت الحظوظ بين الجهات. كما أبرز الموسيقي الأستاذ : «بشير جبالية» أن العمل الثقافي تشوبه عديد الهنّات. وأن الكفاءة عليها أن تكون فيصلا في رسم ملامح العمل الثقافي لا «العرابين» على حد تعبيره. ومن مدينة منزل عبد الرحمان اعتبر السيد «يوسف الحاج سالم» عن جمعية المنهل الثقافي أن متطلبات نجاح الفعل الثقافي استمرارية العمل الجمعياتي وأهمية التوثيق للمحطات الثقافية المحلية خدمة للذاكرة الشعبية. ومن المخاطر المهددة الإسقاطات للمهرجانات التي عليها ان تكون تتويجا لنشاط ثقافي متواصل. أوضح السيد «خالد الشامخي» قائد فرقة تراث بنزرت ان دعم الهواة ضرري لحراك ثقافي. وانه لتطوير المهرجانات مقاومة الوساطات التي عليها أن لا تتخذ أية مرجعية كانت. والروائية «حفيظة قاره بيبان» او بنت البحر توقفت عند رمزية الثقافة من حيث كونها مقياس تطور الشعوب وتقدمها «اذ تضيء الوجدان الإنساني وتذكي الوعي». مشيرة الى أهمية المتغيرات المصاحبة للعمل الثقافي من حيث التصدي للبيروقراطية والثقافة المغلقة حبيسة الفضاءات النخبوية الطابع. وفي جانب متصل قال السيد «فريد العياري» رئيس جمعية السنابل للثقافة والفنون بماطر إنه من الإشكاليات التي يجب إثارتها حال البنية التحتية للثقافة ودعم الجمعيات بمقرات مع أهمية مجهودات المندوبية الجهوية في الغرض إلا انها تظل منقوصة. ونحن في منطقة ماطر نعيش منذ زمن ليس بالقريب وإلى حد الساعة أزمة كبيرة حيث أنه لا يوجد بالمدينة ولو قاعة عرض واحدة مهيأة ليس لنا فضاء للعروض الموسيقية الصيفية لا توجد دار ثقافة مع العلم أنه توجد بقلب المدينة قاعة كبرى على ذمة البلدية بقلب المدينة إلا أنها بقيت مهجورة إلى الآن المثقفون ينتظرون بفارغ الصبر تحويلها لدار ثقافة أو دار جمعيات.