المهرجانات الصيفية والفنون بما فيها الموسيقى، غذاء روحي للانسان، أي الجمهور الذي عادة ما يكون متعطشا للثقافة والترفيه، بعد سنة من العمل والتعب.
وبالتالي يمكن الاقرار بأنّ المهرجانات الصيفية ذات جدوى ولها مردود يعود بالنفع على الانسان، في أي منطقة من مناطق البلاد وحتى في العالم. كما أنه من البديهي أن الانسان في حاجة الى المواد الأولية. كالمأكل والملبس والغطاء... لكنه أيضا بحاجة الى الترفيه عن نفسه، وإلى تنمية قدراته الفكرية والثقافية وذائقته الجمالية بعد أن يكون قد حقق حاجاته الأولى.
كل ما ذكرناه أظنه أمرا أساسيا وطبيعيا، لكن المهرجانات الصيفية في بلادنا، اختلط فيها الحابل بالنابل، ويلزمها مراجعة كبيرة خاصة في مستوى اختيار العروض التي ستقدم، والتي يجب أن تكون ذات صبغة ثقافية.
أما بالنسبة لتواجد المهرجانات، فهو أمر ضروري لا محالة وخاصة في المناطق الداخلية، لأن الجمهور في هذه المناطق لا تتوفر له العروض بصفة متواصلة على مدار السنة، وبالتالي المهرجانات هي الملتقى الذي من خلاله يتابع الجمهور العروض الثقافية الجديدة بهذه المناطق.
وقد يذهب البعض الى أن مهرجان قرطاج الدولي، هو المهرجان الوحيد بالمعنى الحقيقي للكلمة، وهذا صحيح لأن المسرح الذي يحتضن هذا المهرجان يتسع ل10 آلاف متفرج بينما مهرجان كالحمامات لا يتسع لأكثر من ألف مشاهد، لذلك يبقى مهرجان قرطاج درّة مهرجانات تونس، وحتى العالم العربي في اختصاصه، ولهذه الأسباب يبقى أمنية كل مطرب عربي الصعود على ركح المسرح الأثري بقرطاج في مهرجان قرطاج الدولي.
وبالنسبة لبقية المهرجانات تبقي الاشكالية الكبرى هي مسألة الدعم حسب رأيي، فنجاح المهرجانات ببلادنا مرتبط تمام الارتباط بدعم الدولة لها.