تحضيرا للمؤتمر الوطني التاسع، انطلقت صباح يوم أمس السبت بصفاقس أشغال المؤتمر الجهوي لحركة النهضة بفضاء «أليونس» بطريق تنيور على أن تتواصل إلى مساء اليوم الأحد. مؤتمر النهضة في جهة تعول عليها كل الأحزاب، انطلق بحضور 284 مؤتمرا وعدد من الإعلاميين وممثلي بعض المنظمات والجمعيات والأحزاب وبعض الضيوف المستقلين، وينتظر أن ينتهي اليوم الأحد بالإعلان عن أعضاء المكتب الجهوي للحركة بصفاقس وأعضاء المؤتمر الوطني العام لحركة النهضة المزمع تنظيمه خلال شهر جويلية المقبل بحضور عدد كبير من الشخصيات الدولية.
مشروع متجذر ومتفتح
ومن أبرز الحضور والضيوف في الجلسة الافتتاحية الصباحية يمكن ذكر وزير التعليم العالي المنصف بن سالم ووالي صفاقس فتحي الدربالي وعضو المجلس التأسيسي الحبيب اللوز، ونظيره كمال عمار ومؤسس رئيس المكتب السياسي لحزب التحالف الوطني للسلم والنماء اسكندر الرقيق ورئيس منظمة الأعراف بصفاقس عبد اللطيف الزياني ورئيس اتحاد الفلاحين بها علي شعور والناشط السياسي والكاتب المستقل الحبيب بوعجيلة وآمنة بوعزيز عن الهيئة المديرة للمرأة الحرة والناشط السياسي ناظم بردعة والشيخ فتحي الرباعي والشيخ عبد العزيز الوكيل وسالم العيادي عن منتدى الفارابي للدراسات ومحمد أمين بودربالة عن « شباب الغد» وشوقي عبد الناظر عن المؤتمر من أجل الجمهورية وغيرهم من الضيوف.
بداية أشغال المؤتمر الذي تم في ظروف تنظيمية محكمة، نسق مداخلاته شكري لشطر وافتتحه رسميا عضوالمكتب التنفيذي نور الدين العرباوي الذي وضع مؤتمر صفاقس للحركة في إطاره العام مبرزا بالأساس مشروع حركة النهضة الذي وصفه بمشروع «الألم والأمل» ، الألم الذي عانت منه الحركة في العهد السابق والأمل في بناء دولة ديمقراطية بمشروع وطني ينطلق من الهوية العربية الإسلامية ويتفتح على بقية الحضارات دون الشعور بالدونية كما قال: «مشروع النهضة متجذر ومتفتح، هو مشروع فكري وسياسي يقطع السبيل أمام أعداء الثورة»، هكذا لخص العرباوي مشروع النهضة مضيفا ان الأحداث التي وقعت مؤخرا تستوجب تكاتف جهود كل الأحزاب والمجتمع المدني حتى تحقق الثورة أهدافها.
أمانة
الشيخ فتحي الرباعي، عن جمعية الإحسان الخيرية نادى بمجتمع مدني وقانوني يحافظ على الهوية محملا المؤتمرين في حركة النهضة المسؤولية في حسن الاختيار دون ولاءات وصداقات .. الشيخ استغل الكلمة داعيا الجميع إلى نكران الذات لتحمل الأمانة، أمانة البلاد لتقديم المثال الأرقى للشعب التونسي وللعالم كافة.
اسكندر الرقيق الذي سجل حضوره كضيف هوالآخر، توجه بنقد وصفه بالبناء استنكر فيه «الدعوات بالقتل التي انطلقت مع السبسي وتواصلت مع فناني معرض العبدلية» متوقفا عند ما سماه «بضعف الأداء في الشأن العام والاعتداد بالنفس» معرجا على «وضع صفاقس الذي قال انه ليس على ما يرام».. نقد اسكندر للحكومة التي تمثل النهضة جزءها الأكبر، قبل من «النهضويين» بصدر رحب ودون تعليقات..
الكاتب المستقل والناشط السياسي الحبيب بوعجيلة أبرز في كلمته ما سماه بنجاحات « حركة النهضة من حيث انتهاجها مشروعا عقلانيا مستنيرا متصالحا مع قيم الديمقراطية والحرية ومساندا للمستضعفين ومنحازا للثورة».. المتحدث وبلغة المتابع للشأن السياسي والمحلل له قال كذلك أن النهضة نجحت في ما سماه بمشروعها التوافقي والائتلافي، والأهم من ذلك انحيازها لمبادئ الثورة حسب تعبيره.
بقية المداخلات لم تخرج عن دائرة التهنئة لحركة النهضة بمؤتمرها وعن أهمية هذا الموعد مع حزب يتحمل «أمانة الدولة» كما قال الشيخ فتحي الرباعي خلافا لكلمة عضوالمجلس التأسيسي الشيخ الحبيب اللوز الذي واكب المؤتمر الجهوي بصفاقس كضيف عن جمعية الدعوة والإصلاح، الشيخ اللوز قال «انتخبنا لنقود مسيرة غير عادية وننجز نقلة عالمية، فمؤتمرنا غير عادي بكل المقاييس، فالنهضة في موقع الأمانة والمطلوب أن نستشعر هذه الأمانة ونحمل مشعلا يقود البلاد في اتجاه النقلة الحقيقية لتونس وتأكيد الهوية العربية الإسلامية في هذه اللحظة المفصلية..».
وأضاف الحبيب اللوز تجاوزنا مرحلة الإعداد إلى الإنجاز، «صحيح أن الشعب تبرم والمطلوب نقلة نوعية تقطع مع التباطؤ فالثورة لا تنجز إلا بالعمل الثوري» خاتما كلمته بالقول « المؤتمر عنوان التحول في اتجاه الفعل الثوري بأسلوب ثوري».