يمثّل رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي أحد أبرز القيادات التاريخية للحركة والرئيس الذي شغل هذا المنصب لأطول فترة منذ تأسيس حركة الاتجاه الإسلامي. وأكّد الغنوشي مرارا رغبته في أن يُعفى من هذه المهمّة بعد انعقاد المؤتمر القادم للحركة للتفرّغ إلى مهام فكرية خاصة أنه يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لكنه أكّد أن القرار يبقى بيد المؤتمرين الذين سيقرّرون طبيعة المهمة التي سيقوم بها في المرحلة القادمة.
ويؤكّد عدد كبير من قيادات حركة النهضة اليوم أنّ الحركة لا تزال في حاجة إلى الغنوشي باعتباره رجل وفاق، ولكن ذلك يطرح تساؤلا حول طبيعة الدور الذي يقوم به الغنوشي، هل هو مرشد لجماعة وقائد روحي لها أم هو رئيس حزب سياسي مدني؟
وتؤكّد حركة النهضة في خطابها الرسمي وفي أدبياتها طابعها المدني خصوصا بعد جملة المراجعات التي قامت بها الحركة على امتداد السنوات الماضية، كما تذيّل الحركة بياناتها التي تعبّر عن مواقفها الرسمية بعبارة «رئيس الحركة، الأستاذ راشد الغنوشي».
لكن قطاعات واسعة من أنصار النهضة من القواعد ينظرون إلى الغنوشي على أنه المرشد الأعلى للحركة، وفي إشارة على ذلك قال عدد من أنصار الحركة قبل يومين إنهم كانوا ينتظرون كلمة من الغنوشي يدعو فيها صراحة إلى الامتناع عن الخروج إلى الشارع كما كان مقرّرا أمس، بعد دعوته الأربعاء الماضي إلى التظاهر وتأكيد وزارة الداخلية في وقت لاحق أمس الأول أنها لم ترخّص لأي طرف بالخروج إلى الشارع حفاظا على السلم الاجتماعي والاستقرار، وقد أدلى الغنوشي بتصريح نشر على صفحته الرسمية على الفيسبوك قدّم فيه أسباب امتناع الحركة عن الخروج إلى الشارع، كما حسمت الحركة موقفها بعد اجتماع مكتبها التنفيذي وأصدرت بيانا في ذلك، موقّعا باسم «رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي» خلافا لمعظم البيانات السابقة التي حملت عبارة «الأستاذ».