دعت نقابة المهن الموسيقية يوم الاحد الماضي 17 جوان 2012، في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، الى مقاطعة مهرجاني قرطاج والحمامات. لماذا هذه الدعوة، وما هي خلفياتها وعلاقتها بحادثة قصر العبدلية، وما هو موقف الفنانين منها، موسيقيين ومسرحيين وسينمائيين؟ أسئلة نطرحها في هذا الملف. بعد حادثة قصر العبدلية وما عقبها من تصريحات من وزير الثقافة تحديدا، رأى فيها المبدعون مناهضة لحرية التعبير، وضربا للابداع والمبدعين، تصاعدت وتيرة الغضب والاحتجاجات لدى الفنانين الى درجة الدعوة الى مقاطعة المهرجانات الصيفية، ومهرجاني قرطاج والحمامات بدرجة أولى.
مقاطعة المهرجانات الصيفية
وأعلنت نقابة المهن الموسيقية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل صبيحة الأحد الماضي 17 جوان 2012 في ندوة صحفية شارك فيها ممثلون عن نقابات فنية أخرى، عن مقاطعة فناني تونس المتحدين للمهرجانات الصيفية، ومهرجاني قرطاج والحمامات في مرحلة أولى، وذلك ما لم تقع مراجعة برامج هذه المهرجانات بمشاركة ممثلين عن الفنانين وهياكلهم النقاباتية والجمعياتية.
وتأتي هذه الدعوة التي صدرت في بيان حمل امضاء كاتب عام نقابة المهن الموسيقية، عقب اجتماع نظّمته النقابة في يوم سابق وتدارست فيه، الى جانب حضور الفنانين التونسيين في المهرجانات الصيفية وآلية اختيارهم، التي لم تختلف عن آليات النظام السابق، الوضع الثقافي في البلاد وما بات يتعرّض اليه المبدعون من حملات ممنهجة. كما لم يغب عن حديثهم ما تعرّض اليه معرض قصر العبدلية الذي كان وراء ازدياد الاحتقان لدى الفنانين نتيجة الحملة المغرضة عليهم وعلى الثقافة والابداع عموما.
وقفة احتجاجية
وسبقت هذا الاجتماع ندوة صحفية أخرى نظمتها نقابة الفنانين التشكيليين على خلفية حادثة قصر العبدلية، وقد احتد النقاش خلال الندوة التي انتظمت في موفى الأسبوع الماضي بقاعة سينما «المونديال»، إلى درجة المطالبة بمقاضاة وزراء الثقافة والشؤون الدينية والداخلية، ودعوة وزير الثقافة الى الاستقالة. كما توجه عدد من الفنانين قبل إقامة الندوة الى وزارة الثقافة حيث نظموا وقفة احتجاجية ضد الوزير الذي وقف ضدهم ولم يناصرهم.
خيانة
وأمام صمت وزير الثقافة، سواء بعد تصريحاته خلال الندوة الصحفية التي تبرّأ فيها من معرض العبدلية ودعا إلى غلق الفضاء أو بعد الندوة الصحفية التي أقامها بعيدا عن العاصمة (في الحمامات) لاستعراض برنامج مهرجان قرطاج، زادت حدّة الاحتقان لدى الفنانين، إذ في صمته نوع من اللامبالاة و«الحقرة» للمبدعين ومواقفهم خصوصا بعد أن قام بتغييب ممثليهم في لجنة انتقاء عروض المهرجانات الصيفية والهروب بالندوة الصحفية لمهرجان قرطاج، الى الحمامات دون أن يتحدث عن مهرجان الحمامات. كل هذه المواقف السلبية من وزير الثقافة التي بدت وكأنها متعمّدة وفيها «حقرة» واضحة للمبدعين، وتحد لهم ضاعفت من حدّة الاحتقان، فكانت الدعوة الى مقاطعة مهرجاناته، وربما مقاطعة كل الأنشطة القادمة لوزارة الثقافة بما فيها الفكرية والأدبية.
والواضح أن العلاقة بين الفنانين والمبدعين التونسيين عموما ووزير الثقافة، قد انقطعت ولا يمكن استردادها نتيجة فقدان الثقة وعدم التعويل على هذا الاخير الذي قام، حسب بعض المبدعين بخيانة الأمانة.