تتسارع الأحداث هذه الأيام في بعض الجهات وخصوصا العاصمة بما يوحي بصيف أكثر من ساخن إن لم نقل حارقا فمقارنة بصيف 2011الذي لا دولة فيه ولا قانون ولا هيبة ولا أمان مرت باكالوريا الموسم الدراسي المنقضي بألف سلام وجُمعت صابة الحبوب لنفس الموسم في مخازن وأكياس الأمان وذلك بفضل المواطن الذي تجند متطوعا غير مكره لحماية التلميذ والإمتحان ولحماية حبة القمح في حقلها وعند نقلها ويوم خزنها . ولا ندري اليوم وبعد سنة فقط ومع حكومة عمرها نصف سنة لماذا تعطلت الباكالوريا ؟ وماذا ينتظر الصابة وحقولها ومجامعها ومطاحنها إذا استمرت الأمور على حال هذين اليومين؟ فقد تناقل مؤخرا بعض الفلاحين نبأ لصوص اعترضوا سبيل جرار فلاحي بباجة ينقل أكياس قمح مجبرين سائق الجرار على إفراغ الحمولة لصالحهم .هذه الأيام نعايش في تونس فوضى أكثر من حارقة خاصة على مستوى النفوس التي امتلأت رعبا وباتت تبحث عما يبعث فيها شيئا من الاطمئنان والأمان رغم أن هذه الفوضى لم تمس إلا العاصمة وبعض الجهات .لأن صيف تونس وحتى في أصعب الأحوال لم يخرج يوما عن فرحة العائلة بنجاح أبنائها «باكالوريا» و«سيزيام «و«نوفيام» وعن جمع الصابة وسط أجواء الخير والبركة والنعيم وانشغال ربات البيوت ب»العولة» توابل كانت أو «كسكسي» واستعداد «العزاب» و«العازبات» لفرحة العمر. وصيف تونس حتى في غياب كل أنواع الأجهزة سجل حضور المهرجانات فرقص التونسي حتى على أنغام الأغاني الملتزمة .
المشهد الحالي في شكله إدارة تعمل وحكومة تجتهد لإيجاد حل لكل مشكل بما في ذلك أمن البلاد وسلامة العباد .وأما الواقع الحالي لذات البلاد فهو فوضى فجئية في شكلها تخفي إضمارا وترصدا وتخطيطا في مضمونها تحتمل أكثر من إجابة عند السؤال عن أسبابها وغاياتها وتتطلب أكثر من قرار رائد لإيقافها . معرض للمساس بالمقدسات في هذا الظرف بالذات ؟ موضوع اللغة العربية يتجول على الفايس بوك قبل موعد اجتيازه ؟ حرق مقر اتحاد الشغل بجندوبة ؟فهل هذا ما تحتاجه تونس الآن؟بعيدا عن الوقائع ومدى ارتباطها بالغايات ...ومدى ترابطها زمنا وتزامنا..فإن الحكومة الحالية تعيش حاليا أصعب الإمتحانات ولا مخرج لها من دهاليز الأسئلة المطروحة عليها سوى تفعيل القانون الذي لا يعرف ألوانا فكرية أوسياسية أوعقائدية ...