سقط «الدب الروسي» بالضربة القاضية وتنازل عن مقعده في الدور الثاني لفائدة الإغريق، وانقاد الهولنديون إلى ثلاث هزائم مذلة وصفها أنصاره ب «العار» وذلك في الوقت الذي عمت فيه الأفراح مدن اسبانيا وإيطاليا وألمانيا والبرتغال والتشيك واليونان. ذلك أبرز ما سجلناه خلال منافسات المجموعات الأولى والثانية والثالثة والتي أسفرت عن ترشح منتخبات «المانشافت»وبرازيل أوروبا (المجموعة 2) والماتادور والأدزوري (المجموعة 3) والتشيك واليونان (المجموعة1).
خبرة زملاء كاراغوناس ومهارات رفاق «باروش»
في المجموعة الأولى كانت كل التكهنات تصب في مصلحة «الدب الروسي» الذي سحق التشيك برباعية كاملة في الجولة الأولى غير أن المنتخب اليوناني كذب كل التوقعات عندما اقتلع بطاقة الترشح إلى الدور الثاني بعد فوزمثير على حساب الروسي بفضل اللاعب المخضرم في تشكيلة الإغريق «كاراغوناس». منتخب التشيك لم يكن بدوره من بين المرشحين لإقتلاع مكان ضمن فريق الدور الثاني لكن هذا المنتخب عرف كيف يوظف خبرة الحارس العملاق «بيترتشيك» الذي كان بمثابة الملهم لزملائه في هذه النهائيات واستفاد منتخب التشيك أيضا من خبرة بعض لاعبيه المتألقين على الدوام مثل متوسط ميدان الأرسنال «روزسكي» ومهاجم غلاتا ساراي التركي «ميلان باروش» وبصفة خاصة المردود الغزير للاعب «جيراساك» الذي ينشط في صفوف فولزبورغ الألماني.
أهداف غوميز واستفاقة رونالدو
في المجموعة الثانية تحولت أصوات طواحين هولندا إلى نشاز مزعج حيث انهزم زملاء «روبن» ضد الألمان والدنمارك والبرتغال وسجلنا ترشح «المانشافت» و«برازيل أوروبا» الى الدور الثاني وأحكم الألمان الاستفادة من تألق مهاجم الفريق البافاري «ماريو غوميز» الذي سجل ثلاثة أهداف لفائدة منتخب بلاده الذي يعول كثيرا على التمريرات الحاسمة للاعبي الوسط مثل باستيان شفانشتايغر وسامي خضيرة ومسعود أوزيل... وكذلك دهاء مدربه «لوف» الذي خبر جيدا خفايا المسابقات الكبرى بما أنه بلغ الدور النهائي لكأس أوروبا بالأمم مع المانشافت عام 2008 وتحصل معه أيضا على المركز الثالث في مونديال 2010 لذلك ستكون حظوظ هذا الفريق كبيرة لاعتلاء منصة التتويج خاصة وأنه سيلاقي في الدور ربع النهائي نظيره اليوناني.
أما المنتخب الثاني الذي رافق الألمان الى الدور الثاني عن هذه المجموعة فهو الفريق البرتغالي الذي كانت بدايته متعثرة في الأورو قبل ان يستفيق نجمه الأول «كريستيانو رونالدو» في المباراة الثالثة ضد هولندا حيث أهدى الترشح لمنتخبه بفضل الثنائية التي سجلها في شباك الحارس «مارتان» وتكمن قوة البرتغال بالأساس في قدرته على تسجيل الاهداف (5 أهداف خلال الدور الأول) وقد يشكل هذا الفريق الخطر عن طريق أكثر من لاعب بدليل أن أهدافه تداول على تسجيلها أربعة لاعبين وهم: «بيبي» و«رونالدو» وبوستيغا» و«فاريلا».
روعة الاسبان ودهاء الطليان
في المجموعة الثالثة اتضح أن ايرلندا كانت المنتخب الأضعف في هذه الدورة (تلقت شباكه 9 أهداف) وهو ما جعل المنافسة تتحصر بين الاسبان والطليان وكرواتيا على بطاقتي الترشح الى الدور الثاني وبالرغم من أن الماتادور لم يكن في أفضل حالاته فإنه تصدر هذه المجموعة ويدين المنتخب الاسباني بالكثير للثنائي «فابريغاس» و«فرناندو توراس» بحكم أن هذا الثنائي سجل أربعة أهداف لفائدة الاسبان وكذلك لاعب اشبيلية «نافاس» الذي سجل هدف الفوز على حساب كرواتيا في وقت قاتل ومنح بذلك فريقه صدارة هذه المجموعة، ومن جهة أخرى استفاد الاسبان من التغييرات الناجحة التي يقوم بها المدرب القدير «ديل بوسكي» اقحام «نفاس» مكان «سيلفا» في مباراة كرواتيا وتغيير توراس باللاعب فابريغاس في مقابلة ايرلندا ولا ننسى قدرة هذا الفريق الى التحكم في الكرة حتى أن مباراته ضد ايرلندا شهدت تبادل زملاء «تشافي هرناندز» للكرة في 815 تمريرة.
الفريق الثاني المترشح عن هذه المجموعة هو «الادزوري» الذي وظف خبرة اللاعب الرائع «بيرلو» الذي أحرز في السابق كأس العالم مع الطليان وكذلك تألق «بالوتالي» المان سيتي مهاجم أودينيزي دي ناتالي ولاعب الميلان كاسانو بالاضافة الى مهارات الحارس «بوفون».. لمرافقة الاسبان الى الدور المقبل وهو انجاز باهر للكرة الايطالية في ظل الفضائح التي هزت أركانها مؤخرا بسبب التلاعب بنتائج الكالتشيو.