مظاهر ومؤشرات عديدة تنذر بكارثة بيئية في قرية «العيثة» التابعة لمعتمدية منزل بوزلفة (5 كيلومترات) وتوجب سرعة التدخل. هذه القرية تقع على الطريق الجهوية عدد 43 (طريق منزل تميم) وهي عبارة عن تجمع سكني تحيط به حقول القوارص ذات الجودة العالية باعتبار ما يميز المنطقة من خصوبة التربة وعذوبة المياه الجوفية.
غير أن مؤشرات عديدة أصبحت تنذر بكارثة بيئية يمكن أن تمس المائدة المائية والغطاء النباتي، فلا يكاد يقع نظرك على محيط القرية إلا على الفضلات والنفايات المنزلية التي تنتشر في كل مكان وتتكدس لفترات طويلة دون أن يتم رفعها مما يتسبب في تعفنها وتحللها وهي عادة ما تكون مصدر غذاء للحيوانات الأهلية. كما إن ركود المياه المستعملة في الأنهج والممرات يحولها إلى فضاءات متعفنة تتكاثر فيها شتى أنواع الحشرات الطائرة فضلا عن أن هذه المياه غير مراقبة ومن السهل أن تتسرب إلى الحقول والمائدة المائية فتهلك الزرع. ولنا أن نتساءل عن مستقبل هذه القرية شأنها شأن غيرها من القرى المنتشرة بالوطن القبلي حيث تغيب مقومات التنمية المستدامة بغياب التجهيزات الجماعية والمرافق العمومية وبغياب الوعي لدى سلط الإشراف والمتساكنين على حدّ السواء بالمخاطر البيئية المهددة لحياتهم. في هذا الإطار يرى البعض الحل في توسيع نطاق تدخل البلدية عبر تركيز حاويات للقمامة ورفع الفضلات دوريّا فيما يرى آخرون ضرورة تدخل هيكلي عبر ربط المساكن بشبكة الصرف الصحي وتهذيب الأنهج وتحويل القرى إلى مناطق بلدية.