منحت انقلترا مؤخرا «جائزة أقوى شخصية رياضية» الى السير ألاكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد، ولو كانت مثل هذه الجائزة موجودة في تونس فستكون حتما من نصيب مدرب «قرش الشمال» ماهر الكنزاري. بعد أن ترك بصمته مع «البقلاوة» وكذلك الترجي الرياضي أكد ماهر الكنزاري أنه قدر عليه اللعب من أجل الالقاب بحكم أنه فاز مع الاصفر والأحمر ب 11 لقبا (كلاعب وكمدرب) ثم شد الرحال الى عاصمة الجلاء للاشراف على حظوظ النادي البنزرتي وسرعان ما أدخل الفرح على حوالي 150 ألف شخص من متساكني هذه المدينة بعد أن قاد الفريق الى تحقيق نتائج باهرة في سباق البطولة وأعاد بذلك المجد الضائع بما أن النادي لم يتوج بلقب البطولة منذ عام 1984.
«الشروق» تحدثت الى ماهر الكنزاري عقب الانتصار الرائع الذي عاد به فريقه من ملعب رادس على حساب نادي حمام الانف، فكان لنا معه الحوار التالي:تمكن النادي البنزرتي من تحقيق الفوز في 15 مناسبة، وهزم الترجي ذهابا وإيابا، ألا تظن أن هذه المؤشرات تؤكد جدارة ناديكم بالحصول على لقب البطولة؟لقد حقق النادي البنزرتي العديد من الأرقام الايجابية في سباق البطولة ولكنها لن تكون مهمة حسب اعتقادي إلا إذا كانت مرفوقة بالحصول على اللقب خاصة وأن النادي سيخوض 8 مقابلات أخرى وسنحاول أن نلتزم خلالها بقدر عال من التركيز لتجنب الوقوع في فخ الاستسهال بحكم ان المباريات القادمة ستكون شبيهة بمقابلات الكأس أي أنها لا تقبل مطلقا القسمة على اثنين وهو ما أشعرنا به لاعبي الفريق.
ما هي أسباب هذا النجاح الذي حققه النادي البنزرتي في بطولة الموسم الحالي؟
أظن أن النادي قام بتطبيق استراتيجية واضحة ارتكزت على تكوين فريق عتيد وشاب يضم عدة لاعبين تلقوا تكوينهم في الفريق مع العلم بأن الزاد البشري الذي اعتمدنا على خدماته يعتبر محدودا من حيث العدد ذلك أنه لا يتجاوز سقف 18 لاعبا ومع ذلك فإننا نجحنا في توظيف امكانيات كل اللاعبين خدمة للمجموعة وأرفض شخصيا الرأي القائل بأن قوة النادي تكمن بالأساس في الثنائي نور حضرية وأحمد الزوي بحكم أنهما سجلا العديد من الأهداف لفائدة الفريق فالفريق يستمد قوته من روح المجموعة التي تبقى النجم الاول.
ولا ننسى كذلك وجود عدّة أطراف أخرى ساهمت في هذا النجاح وفي مقدمتها ادارة النادي.
بالاضافة الى الادارة، فقد لاحظنا أن النادي البنزرتي استفاد أيضا من الانسجام الموجود بين الاطار الفني والمدير الرياضي وذلك على عكس ما يحصل في الأندية الاخري، أليس كذلك؟
السيد محمود الورتاني رجل محترف ولا يتجاوز مطلقا صلاحياته وهو ما جعلنا نعمل في اطار عال من الاحترام والتفاهم.
في سياق حديثنا عن نور حضرية يعتقد البعض أنك كنت السبب الاهم في استعادته لنجوميته التي كانت قد بدأت في منتخب الاصاغر عندما كنت أنت مدربه، فما تعليقك على هذا الرأي؟
نور حضرية لاعب كبير بشهادة الجميع وأنا سعيد جدا ليس لأنني ساهمت في استعادة هذا اللاعب لثقته في نفسه مما جعله يتألق مع النادي البنزرتي ولكن لأنني أدرك جيدا انه سيقدم الكثير للمنتخب الوطني وهو الأمر الأهم حسب نظري.
من المؤكد انك تلقيت العديد من العروض الصادرة عن بعض الفرق التي تريد التعاقد معك خلال المرحلة القادمة، فهل اتخذت قرارا نهائيا بخصوص مستقبلك مع النادي البنزرتي؟
أشعر براحة نفسية كبيرة جدّا في النادي البنزرتي ولا أظن انني سأغادر الفريق ليأتي شخص آخر ويقطف ثمار العمل الجبار الذي قمت به وأؤكد للجميع انني لن أترك فريقي ولو عرضوا علي أموال الدنيا لأنها لن تعوّضني مطلقا عن الأشياء التي وجدتها في النادي البنزرتي وأشير الى أنني غير مستعد لخيانة طرفين كانا لهما فضل كبير في نجاحي كمدرب أما الأول فهو النادي البنزرتي وأما الثاني فهو جامعة كرة القدم ولن أخوض في تفاصيل هذا الموقف.
أتابع ما يحصل في الملعب التونسي وأعتقد انه قادر على تجاوز أزمته الحالية فقد سبق وأن عشت ظروفا مشابهة عندما كنت لاعبا في صفوف الفريق، أما الترجي فأظن انه يبقى محطة مهمة في مشواري الرياضي ولا أنكر أنني عرفت لحظات لا تنسى مع هذا الفريق.
هل يمكننا الحديث عن بصمة ماهر الكنزاري في فريق النادي البنزرتي؟
نعم وأعتقد أن ذلك يتجلى من خلال الأداء الهجومي للنادي البنزرتي الذي سجل الى حدّ الآن 42 هدفا في البطولة (أفضل خط هجوم) وهو ما يعكس شخصيتي بحكم أنني كنت لاعبا يعشق تسجيل الأهداف وكان من الطبيعي أن يتأثر الفريق بأسلوبي الذي يرتكز على لعب ورقة الهجوم.
نترك لك كلمة الختام.. فماذا تقول؟
أؤكد أن النادي البنزرتي لا يهتم مطلقا بالحديث عن العراقيل الخارجية التي قد تشكل عائقا في طريق مراهنته على الألقاب لأننا نعول على القوة الفنية لفريقنا للتغلب على كل الصعاب وأعترف أن نادينا في حاجة الى قسط من الراحة ونحتاج كذلك الى تدعيم صفوفنا بعدة لاعبين بحكم أن المجموعة الحالية تشكو عدّة نقائص في العديد من المراكز وأعتقد أن جمهور الفريق سيعرف خلال المرحلة القادمة تألق العديد من اللاعبين الشبان لاذين سيشكلون حتما مستقبل الفريق مثل الرجايبي والمشاني.