توصلت لجنة حكماء ليبيا ولجنتا قبيلتي «قنطرار» و«المشاشية» الى اتفاق هدنة في منطقتي «الشقيقة» و«مزدة» بجنوب غربي طرابلس لكن استئناف المواجهات وارد. بعد أيام من المفاوضات، توصل الجانبان المتحاربان في غرب ليبيا الى توقيع اتفاق هدنة لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس الاول يتضمن وقف إطلاق النار، ووضع مستشفى مدينة مزدة تحت إشراف لجنة محايدة تتولى علاج طرفي المواجهات وكان الوضع هادئا امس لكن لا احد من المسؤولين المحليين كان بامكانه تأكيد احتمال صمود الهدنة.
ودعا الاتفاق الجيش الوطني الليبي إلى الدخول إلى مدينة مزدة التي تقع على مسافة 160 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس والإشراف على وضع آلية لوقف إطلاق النار والتعامل مع مصادر النيران التي لا تلتزم بهذا الوقف.
صدمة واتهامات
وفي الأثناء، أعربت «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» وفرع المنظمة في ليبيا عن صدمتهما إزاء ما وصفتاه ب «الجرائم المروعة التي ارتكبتها كتائب الزنتان بحق قبائل المشاشية في منطقة الشقيقة غربي ليبيا»، وطالبتا السلطات بفتح تحقيق مستقل في الأحداث وضمان محاسبة المسؤولين عنها .
وأدانت المنظمتان بشدة في بيان «لجوء كتائب الزنتان إلى استخدام الصواريخ أرض أرض من طراز غراد قصيرة ومتوسطة المدى، واستخدام غاز الأعصاب لقصف منطقة المشاشية ثأراً من مقتل أحد أفراد الزنتان على يد حاجز أمني في منطقة المشاشية».
وأدت أحداث العنف إلى مقتل 184 شخصاً بين 14 و16 جوان الجاري. وقال البيان «إن القصف الذي جرى بطريقة عشوائية واستهدف المناطق المدنية المأهولة أسفر عن مقتل 160 شخصاً من سكان المنطقة، أغلبهم من قبائل الشقيقة».
وأوضح البيان أن المشافي في طرابلس والزاوية وغريان تكتظ بالمئات من المصابين الذين يبقى العديد منهم على حافة الوفاة نتيجة فداحة إصابته. وأشار إلى أن هذه الأحداث المؤسفة أدت إلى تشريد الآلاف من سكان المنطقة هرباً من القصف العشوائي، وافتقاد المسكن والمأوى.
حصيلة ثقيلة
لكن متحدثا حكوميا قال ان اكثر من 100 شخص قتلوا واصيب 500 خلال اسبوع من الاشتباكات في غرب ليبيا في أحدث موجة من القتال الذي سلط الضوء على العنف في ليبيا بعد اشهر من الاطاحة بمعمر القذافي معارض للحصيلة التي اعلنتها المنظمتان الانسانيتان.
واضاف المتحدث انه لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات منذ يوم الاثنين الماضي في منطقة جبل نفوسة على بعد حوالي 160 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة طرابلس بعد ان دعت الحكومة المركزية التي تريد فرض سلطتها على البلد الممزق إلى وقف لاطلاق النار وارسلت قوات لاستعادة الهدوء. وضمت الاشتباكات التي بدأت في 11 جوان مقاتلين من بلدة الزنتان التي لعبت دورا قويا في الاطاحة بالقذافي في مواجهة قبيلة المشاشية التي اختارت عدم الانضمام إلى الانتفاضة التي جرت العام الماضي. وتطورت المشاعر السلبية بين الجانبين إلى اشتباكات في ديسمبر ثم تجددت الاسبوع الماضي عندما قتل مقاتل من الزنتان. وألقت ميلشيات الزنتان بالمسؤولية على قبيلة المشاشية وقال عدد من ابناء القبيلة ان مقاتلي الزنتان أخذوا بالثأر.
وقال ناصر المانع المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي إن 105 أشخاص قتلوا واصيب 500 في اسبوع من القتال. واضاف ان اطباء وعربات اسعاف ارسلوا إلى مواقع القتال لاجلاء المصابين.
واضاف ان القتال شهد استخدام اسلحة ثقيلة واخرى خفيفة وقال ان القوات المسلحة موجودة الان في الميدان وان الهدوء عاد. وليبيا غارقة في نزاعات قبلية قديمة ومجتمعات منقسمة بينما تجد الحكومة صعوبة في فرض سلطتها على بلد شاسع يعج بالسلاح بعد الحرب. ويأمل المجلس الوطني الانتقالي الليبي ألا يؤدي العنف إلى عرقلة انتخابات لاختيار جمعية وطنية ستجرى في السابع من جويلية.