لا يزال الشاب خالد المباركي غير مستوعب ما حدث له فقد رحلت والدته عن الحياة الدنيا ليؤكد انها توفيت نتيجة الاهمال الطبي بالمستشفى الجهوي بسليانة وهو ما أثار عدة تساؤلات بقيت تؤرق هذا الشاب الملتاع. مجموعة من الاحاسيس اختلطت على محدثنا حزن واسى على رحيل والدته المرحومة السيدة حمدي وامتعاض من اللامبالاة اثناء مداواتها من قبل الطبيبة المباشرة والاطارات شبه الطبية وانتظار للاخذ بحق والدته في اقرب الآجال.
الشاب خالد المباركي التقيناه وهو في حسرة تامة على فراق اعز ما لديه في الحياة كيف وقد رحلت والدته وهي في عمر لم يتجاوز 48 سنة كما انها كانت في صحة جيدة في ما سبق وبكلام يفوح منه الالم يسرد لنا محدثنا الوقائع ففي احد الايام الفائتة تعكرت صحة والدته حيث اشتكت من الم حاد على مستوى الراس فعجل ابنها بنقلها الى المستشفى الجهوي ولما باشرتها احدى الطبيبات اخبرتها المرحومة بانها تشكو من الم شديد الا ان الطبيبة رجحت فرضية مرضها بزكام او التواء على مستوى الرقبة لا غير وفي تلك الاثناء تدخل محدثنا وطلب من الطبيبة ان تشخص مرضها عبر آلة السكانار وعدم اعطاء فرضيات حول مرضها حينها تدخل زميل لها واعلم الشاب الملتاع ان هذا من اختصاص الاطباء ولما اصر ابن الراحلة على عرضها على الة السكنار تمت اجابته من قبل الاطار الطبي بلهجة حادة ليغادر المستشفى صحبة والدته المنهكة والتي خرجت تشكو من نزيف جراء حقنة وامام الحالة المرضية للمرحومة نبه الشاب خالد الاطار الطبي من حصول مكروه لوالدته.
وبالفعل فقد حصل ما لا يحمد عقباه ففي اليوم الموالي تعكرت صحة الراحلة حيث عثر عليها الجيران ملقاة وهي في حالة غيبوبة تامة ليتم نقلها على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي بسليانة وامام تلك الوضعية الحرجة عجل الاطار الطبي في القيام بتقديم الاسعافات لكن يد المنية كانت اسبق اذ توفيت والدة محدثنا نتيجة الاهمال الطبي واللامبالاة على حد تعبيره.
يعود محدثنا الى الذكرى الأليمة اذ تظاهر الاطار بالقيام ببعض الاسعافات رغم علمهم بوفاتها وشرعوا في تركيب بعض المعدات كمحاولة لاسعافها وامتصاص الغضب. يصمت محدثنا لبرهة ثم يؤكد ان الحالة الصحية لوالدته كانت شبه عادية ومن الممكن تداركها في الزيارة الاولى لها للمستشفى لكن الاهمال وعدم التحلي بضمير العمل كل هذه العوامل عجلت بموت السيدة «سيدة».
هم الشاب خالد هو استرجاع حقوق والدته المادية والمعنوية ومعاقبة كل مسؤول على وفاة والدته ليختم حديثه بانه لن يهدأ له بال حتى يأخذ كل ذي حق حقه ضمن اطار قانوني.
ودعا الاطار الطبي بالمستشفى الجهوي بسليانة بالتحلي بالضمير المهني حتى لا يصاب اي مواطن بالجهة بمكروه مثل ما حدث له لما رحلت والدته وقد كان من الممكن مداواتها واسعافها